من السهل أن تعدد العقبات قبل أن تنجز مهمة ما، كما هو الحال في الرياضة الغائبة: "المشي"، فقائمة العراقيل التي تتفتق عنها أذهاننا متعددة ومنها: الطقس الحار، غياب وقت الفراغ، عدم تهيئة الطرق، وغير ذلك، لكن الملاحظ أن كثيراً ممن عقد العزم الصادق على المشي المنتظم؛ استطاع التغلب بسهولة على تلك الحواجز الوهمية، وأضحى المشي جزءاً أساسياً في برنامجه الأسبوعي أو اليومي.

فعذر الطقس الحار يمكن التغلب عليه بالمشي خلال الصباح الباكر أو قبل غروب الشمس، أو حتى المشي داخل المجمعات التجارية المغلقة، كما أن التحوّل التدريجي في تصميم شوارع مدننا نحو أن تكون صديقة للمشاة، ساهم في تسهيل المشي، أما أسطورة القول أن مشاغل الحياة تقف حجر عثرة أمام المشي المنتظم؛ فيكذبها انتظام عددٍ كبيرٍ من المسؤولين الكبار ورجال الأعمال في مشيٍ منتظمٍ يصل إلى خمس ساعات أسبوعاً، سواء في الحل أو في السفر!

خلال السنوات الماضية تحوّل المشي من مجرد ترفٍ رياضي إلى ضرورة صحية، يفرضها سوء نمط الحياة اليومية التي نعيش، من أعمال مكتبية، واعتمادٍ هائلٍ على التنقل بالسيارة، وإنجاز جلّ الأعمال بواسطة الأجهزة الإلكترونية، لكن الارتفاع المتصاعد للوعي بأهمية المشي يجعلنا أكثر تفاؤلاً بانتشار هذه العادة الحميدة بين شبابنا قَبل كهولنا، خصوصاً مع وجود تطبيقات الهواتف الذكية، والتي تساعدك على احتساب مسافة ومدة المشي، وكذلك تحتسب معدلك الأسبوعي والشهري بشكل إحصائي، الأمر الذي يدفع لمزيدٍ من المشي، أو على الأقل المحافظة على حدك الأدنى المسجل.

قدرتك على المشي نعمة من الله –عز وجل-، فلا تفرّط فيها وأنت قادرٌ عليها الآن، ذاك أن محاولة المشي متأخراً تجعله أمراً صعباً، إن لم يكن مستحيلاً!