يبدو أن مناسبة اليوم العالمي للمسرح التي وافقت أمس (الأربعاء 27 مارس)، تحولت من مناسبة للاحتفال إلى فرصة لبث الشكوى من بعض مسرحيي جدة مما وصفوه بـ"التهميش" الذي يطال النشاط المسرحي من جميع الجهات ذات العلاقة، وفي مقدمتها فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة الذي لقي نقدا لافتا، على الرغم من أنه دعا هؤلاء المسرحيين لحضور احتفاليته مساء أمس.

ورد الفنان المسرحي عماد اليوسف على الدعوة بالقول "تلقيت الدعوة كضيف دون أن أبلغ إن كان علي المشاركة في يوم المسرح العالمي"، مستدركا "أصلا..لا يوجد مسرح في جدة لنحتفل به، لأن آلية العمل خاطئة"، واضعا اللوم على الجهات التي من المفترض أن تدعم المسرح، متسائلا عما إذا كان طلب تصريح بعرض مسرحية قبل شهرين من عرضها آلية صحيحة، وهو أمر من الصعب تحققه. ووصف اليوسف جميع صالات العرض بجدة بأنها "لا تصلح للعروض المسرحية"، كما أن التمويل "مفقود تماما"، والعروض التي يمكن أن تقام في الملاهي "غير مجدية ماديا، لأن الملاهي التي يزورها عدد كبير من الناس تشترط 25 ريالا لكل من تطأ قدمه أرضها، وهذا مكلف جدا لرب أسرة لديه خمسة من الأبناء، فما بالك إذا أراد تناول العشاء وحضور ودفع ثمن تذكرة لدخول المسرح؟".

من جهته يرى الكاتب والمخرج المسرحي، ياسر مدخلي، أن المقارنة بين وضع المسرح في جدة ووضعه في الرياض تشعره بـ"الأسى"، بسبب ما وصفه بـ" الغياب الكلي للمسرح في جدة"، مضيفا "الجمعية دعتنا للمشاركة في اليوم العالمي للمسرح، لكن لا ندري ماذا يريدون منا؟"، متهما لجنة المسرح بفرع الجمعية بجدة بـ"التقصير".

ويوجد في مدينة جدة 8 فرق مسرحية أهلية، يقول المدخلي إنها" معطلة ولا تجد دعما". ويضيف" زد على ذلك الغياب الكامل لجمعية المسرحيين السعوديين التي استقال نصف أعضائها.. فبماذا نحتفل ولماذا؟ ". وعلى عكس ما رأي اليوسف ومدخلي يعتقد الفنان المسرحي خالد الحريبي أن من يريد أن يقدم عملا مسرحيا سيجد أماكن كثيرة . ويضيف "كل مكان تتوفر فيه أساسيات للعرض المسرحي يكون صالحا، ويجب أن نتوقف عن هذه الشكوى"، لكن الحربي يتفق معهما في أن هناك "غيابا حقيقيا للمسرح في جدة"، مرجعا ذلك إلى" عدم وجود دعم حكومي".