فهد الأحمري

مهتم بالتنمية البشرية


• غيـّر جبل ولا تغيـّر طبع

• من شب على شيء شاب عليه

• لاتحـرّك تبلش

• خلـّها على طمام المرحوم

• فاقد الشيء لا يعطيه

• بعد ما شاب ودوه الكتّاب

• لو فيه خير ما رماه الطير

• المقرود طول عمره مقرود

• الأولين ما خلوا للتالين شيء

• إذا حج البقر على قرونه

• اعمل خير تلقى شر

ما سبق هو مجرد نزر يسير من أمثلة سلبية هائلة تعج بها حياتنا الاجتماعية، وهذه الأمثلة السلبية هي في الواقع مكبلة لتقدمنا ونجاحنا. والمشكلة القاصمة للظهر أن أغلبنا لديه قناعة راسخة بجلها إن لم يكن كلها، وهذه القناعة الموغلة في أعماقنا تفسد الرغبة لدينا في التغيير والإصلاح والإنتاجية.

إن تلك الأمثلة من رواسب الموروثات، أبا عن جد، كابرا عن كابر، تعشعش في عقولنا وسلوكياتنا وبالتالي تحبط من لديه إرادة في التطوير لذاته أو لغيره فيقبع جامدا في مكانه، هذا إذا لم تعده القهقري أيضا. والمعضلة كذلك أننا ننظر إليها على أنها أمثلة موثقة وربما مقدّسة وقد نسميها حكما صادقة لمن سبقونا، ومن يكثر استعمالها يقال عنه إنه شخص يملك تجربة كبيرة في الحياة، ومن لا يصغي لكلام الأولين أصحاب التجارب ما فيه خير! "هكذا نزعم" حتى وإن كانت تجاربهم موغلة في السلبية.

يجد أحدنا هذه الأمثلة منزوية في ذهنه ولن يلاقي صعوبة في استدعائها، فينساق سريعا خلفها ومن ثم تعمل كمقامع يترنح الفرد تحت وطأتها لتثبط عزيمته ولتقف حائلا دون مهاراته وتنمية مواهبه وتحد من إرادته في تغيير وضعه ولا تبعث في الروح المبادرة والنشاط.

ومع أننا ورثنا كما هائلا من الأمثال الشعبية الجميلة، التي تعلّم الحكمة، لكن ربما طغت نظيرتها السلبية إلى حد كبير لكونها ترسّخ مفهوم الخوف من المجهول والرعب من التجديد.

هل مرت بأحدكم لحظة شعر فيها بأنه مبتهج وقوي وأنه قادر على التغيير والنجاح في أمر ما، وأنه لا توجد في العالم قوة تغير من ثباته وتماسكه، فوثب عليه حينئذ مثل سلبي فجعل قوته تخور وبهجته تتوارى كأنها قاعا صفصفا، وما بناه من رؤى وأحلام باتت كأن لم يغنى بالأمس؟!