مع تجدد استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية في هجوم على موقع بالقرب من دمشق بالصواريخ التي تحمل رؤوسا فوسفورية -كيماوية، تزايد حرج إدارة الرئيس باراك أوباما بعد أن هدد الرئيس ووزيرة خارجيته السابقة هيلاري كلينتون قبل عام كامل بأن استخدام السلاح الكيماوي "خط أحمر" لا ينبغي لقوات بشار الأسد أن تتجاوزه. وكانت المعارضة السورية المسلحة أعلنت على العالم أول من أمس خبر وقوع هذا الهجوم الذي يعد الثاني بعد مهاجمة مواقع بالقرب من حلب بصواريخ تحمل رؤوسا كيماوية أيضا.
في المقابل قال مسؤول بالإدارة في تصريحات نقلتها صحيفة "واشنطن بوست" إن الحصول على عينات من التربة أو على مصابين يمكن تحليل أسباب إصابتهم هو أمر بالغ الصعوبة". وحول الهجوم الثاني قال "ليس لدينا معلومات بشأن المزاعم الجديدة. والخلاصة فإنه لو طلب منا الذهاب لسورية غدا لتأمين الأسلحة الكيماوية ونقلها خارج سورية فإن ردي الفوري هو أننا لسنا مستعدين للتدخل غدا.
وإذا ما سيطرت مجموعة من المعارضة على موقع به أسلحة كيماوية فإننا لا نريد أن تهاجمها مجموعة أخرى".
ويعني ذلك باختصار أن تحذير أوباما قبل عام لم يعقبه استعداد عملي لتنفيذه في حالة خرق الأسد "الخط الاحمر". وقال مسؤول آخر بالإدارة إن مجال عمل المخابرات المركزية بسورية أقل كثيرا مما يعتقد البعض. وتابع "لم تؤسس الوكالة تواجدا داخل سورية وقد منعنا المدى الواسع للاشتباكات من وضع المجسات الإلكترونية الضرورية لرصد الأسلحة الكيماوية حال استخدامها".
ويعني ذلك أن أحد أهم الأجهزة الأميركية المختصة بجمع المعلومات عن بقاع التوتر في العالم لا يعرف شيئا يذكر عن أبرز تلك المواقع على الخريطة الدولية في المرحلة الراهنة.
ووجه السيناتور جون ماكين نقدا جديدا لإدارة أوباما بسبب الإخفاق في الرد على استخدام الأسلحة الكيماوية في حلب. وقال إن تصريحات مسؤولين بالإدارة عن عدم وجود أدلة قاطعة تبرهن على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية "يعطي مثلا واضحا عن نتائج مبدأ القيادة من الخلف.
إنه مبدأ يعني التخلي عن القيادة بالمرة". وأوضحت تقارير غير مؤكدة أن البنتاجون رفض مجددا الدخول على خط الأزمة بوضع خطة لانتزاع الأسلحة الكيماوية من سورية، ومن ثم حرمان نظام الأسد من استخدامها. وقال مسؤول عسكري سابق "إن هناك دولا إقليمية أكثر تضررا منا من استخدام تلك الأسلحة.
وعلى هذه الدول أن تتحرك وبوسعنا دوما أن نقدم المساعدة الضرورية في هذه الحالة".
من جهة أخرى، أعلن حلف شمال الأطلسي أمس أنه لا يعتزم التدخل عسكريا في سورية، وذلك بعد أن صرح رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب في قطر أمس بأنه طلب من وزير الخارجية الأميركي جون كيري قوات أميركية للمساعدة في الدفاع عن الأجزاء الشمالية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في سورية باستخدام صواريخ باتريوت.