نجا مؤسس الجيش السوري الحر المعارض العقيد رياض الأسعد من محاولة اغتيال، بعد أن فقد إحدى ساقيه بانفجار في سورية، حسبما أعلن مصدر بالمعارضة أمس. وأوضح مسؤول تركي أن إصابة الأسعد لا تمثل خطرا على حياته، وهو الآن يعالج في مستشفى في تركيا.
كما أفادت مصادر بالمعارضة أن الأسعد أصيب في انفجار سيارة ملغومة في مدينة الميادين جنوبي دير الزور في شرق سورية.
وقال معاذ الخطيب، الذي استقال أول من أمس من رئاسة الائتلاف الوطني السوري، إن محاولة "اغتيال" الأسعد في دير الزور تجيء في إطار السعي لاغتيال زعماء سورية الأحرار".
كما قال مالك الكردي نائب الأسعد، إنه يعتقد أن الحكومة السورية مسؤولة عما وصفها بمحاولة اغتيال.
وتابع أن قنبلة كانت مزروعة أسفل السيارة وانفجرت تحت مقعد الأسعد مضيفا أنه أصيب بجروح أيضا في وجهه.
أما المنسق السياسي والعسكري للجيش السوري الحر لؤي المقداد، فقال إن "الاعتداء الذي تعرض له نتج إما عن عبوة ناسفة، وإما عن إلقاء قنبلة بواسطة قاذف على سيارته"، متهما "قوات النظام باستهدافه".
وأضاف أن "للنظام عملاء في كل مكان لا بد أنهم عرفوا بمروره في المكان، وأكبر دليل على أن قواته استهدفت سيارة العقيد الأسعد هو استمرار تحليق الطيران حتى الخامسة من فجر أمس في سماء منطقة الميادين التي أخلي منها العقيد الأسعد على وجه السرعة". ووصف المقداد، الأسعد بأنه "قيمة رمزية كبيرة، وهو مؤسس الجيش الحر".
والأسعد هو من أوائل الضباط السوريين المنشقين عن نظام بشار الأسد، وشكل هو والمقدم حسين الهرموش مطلع الثورة تشكيل "الضباط الأحرار"، تلاها تشكيل الجيش السوري الحر، الذي عُين الأسعد قائدا له، ومن ثم تم تعيين اللواء سليم إدريس قائدا لأركان الجيش السوري الحر بديلا عنه.
وكان الأسعد اتهم صراحةً خلال حديث مع "الوطن" في نوفمبر الماضي، كآخر ظهور إعلامي له، حزب الله وطهران وموسكو بالضلوع في سفك دماء الشعب السوري إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، وتجاوز ذلك بالقول: "الأسد على رأس قائمة الأسماء التي ستحاسب يوما ما من قبل الشعب السوري، لو طالت الدنيا مهما طالت، ولو وصل الأسد للقمر لن نتنازل عنه، ولن يتنازل الشعب السوري عن محاكمته، الشعب السوري لن يتنازل عن محاكمة هذا الرجل مهما حصل، ولو اتجهوا لأي مكان ستقدم بحقهم مذكرات للمحاكم الدولية لمحاسبتهم، هم وكل من تلوثت أيديهم في سفك دم الشعب السوري. بشار الأسد فرعون، بل أكبر فرعون في التاريخ". وينحدر الرجل من منطقة الميادين، التي تعدّ من أواخر المدن التي انتفضت بوجه نظام بشار الأسد، بالقرب من الحدود المحاذية للعراق.
وطالت العقيد الأسعد شائعات عدة عمد النظام السوري على الترويج لها، كآخرها التي أشار فيها النظام إلى اعتقاله، وتفاجأ الجميع بُعيد ذلك بخروج الرجل في تصريحات لـ"الوطن" دحض جملة وتفصيلا ادعاءات النظام بقتله أو اعتقاله، وعدّها في حينها محاولة "للتقليل من معنويات مقاتلي الجيش السوري الحر". ميدانيا، قال سكان ومصدر أمني إن مقاتلي المعارضة أطلقوا العشرات من قذائف المورتر على وسط دمشق أمس، وأصابوا منطقة شديدة التأمين على بعد كيلومتر واحد من مقر الرئيس بشار الأسد.
ورد الجيش بإطلاق نيران المدفعية من جبل قاسيون المطل على العاصمة السورية. وقال أحد السكان: "سمعت عشرات من قذائف النظام حتى الآن، وهي تقصف الثوار". وكانت هذه من أشرس المعارك في قلب العاصمة منذ اندلاع الانتفاضة في البلاد قبل عامين.
وقال المصدر الأمني: إن قذائف مورتر سقطت على ساحة الأمويين، وهو تقاطع رئيسي يقع فيه مقر الجيش ومبنى التلفزيون الحكومي. كما قال سكان إن قنابل مورتر أصابت أمس الأحد مرآبا للسيارات ملحقا بمبنى التلفزيون.
في المقابل، قال التلفزيون الرسمي، إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا عند دار الأوبرا على الجهة المقابلة من مقر حزب البعث الحاكم، ومبنى المخابرات الجوية.
ومصدر قنابل المورتر فيما يبدو هو مقاتلو المعارضة الذين زحفوا على حي كفر سوسة الذي تفصله بضع مئات من الأمتار عن ساحة الأمويين، لكن لم ترد على الفور أنباء عن محاولة الزحف لأكثر من هذا. واحتفظت قوات الأسد بالسيطرة على وسط دمشق وأغلب المدن السورية الأخرى، في حين فقدت أراضي في محافظات أخرى خاصة في الشمال والشرق.
وفي السياق، أفاد ناشطون من المعارضة أمس، أن القوات السورية أطلقت ما وصفوه بأسلحة كيماوية، من منصات صواريخ على مقاتلي المعارضة الذين يحاصرون قاعدة للجيش في بلدة عدرا على أطراف دمشق، مما أدى إلى مقتل اثنين من المقاتلين وإصابة 23.