تسلمت السلطات الأفغانية من الجيش الأميركي مسؤولية السجن المثير للجدل بين كابول وواشنطن في قاعدة "باجرام" الجوية التابعة للأمم المتحدة في شمال كابول أمس والذي يعتبر أهم مركز اعتقال تديره الولايات المتحدة ويحتضن مقاتلين من طالبان وسجناء متهمين بالإرهاب.
جاء ذلك في وقت وصل فيه وزير الخارجية الأميركية جون كيري إلى أفغانستان في زيارة مفاجئة. وقال مسؤول أميركي يرافق كيري "سنوضح أن الولايات المتحدة سيكون لها التزام دائم في أفغانستان يستمر لما بعد الفترة الانتقالية وستكون هناك دائما عقبات على الطريق". وتم التوصل إلى اتفاقية تسليم السجن للجانب الأفغاني خلال محادثة هاتفية أجراها وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل مع الرئيس الأفغاني حامد قرضاي السبت الماضي.
وكانت واشنطن وكابول وقعتا في مايو 2012 اتفاقية تنص على أن إدارة جميع السجون في أفغانستان يجب أن تسلم إلى السلطات الأفغانية.
وقال قائد قوة التحالف الدولي في أفغانستان الجنرال جوزف دانفورد بمناسبة احتفال التسلم والتسليم "هذا الحفل يبين أن أفغانستان واثقة بشكل متزايد وقادرة وتتمتع بالسيادة". وجاء في بيان للجيش الأميركي أن نقل المسؤولية الكاملة الآن يشكل نقلة مهمة في العملية الشاملة لنقل السلطات الأمنية إلى القوات الأفغانية.
ويعتبر تسليم السجن جزءا هاما من تسليم المسؤوليات الأمنية للحكومة الأفغانية قبل انسحاب القوات الاجنبية بقيادة الأطلسي من أفغانستان بحلول نهاية 2014.
وقال قائد الشرطة العسكرية فى باجرام سيف الله صافي إن نحو 1000 من أفراد الجيش الأفغاني والشرطة العسكرية سيتولون المهام الأمنية في باجرام. وفي باكستان أدى رئيس وزراء الحكومة الانتقالية مير هزار خان كهوسو أمس اليمين الدستورية ليتولى رسميا مهام منصبه. وأدى خان اليمين أمام الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أمس بالقصر الرئاسي بإسلام أباد بحضور رئيس الوزراء المنتهية ولايته راجه برويز أشرف وكبار المسؤولين الحكوميين والشخصيات السياسية البارزة وعدد من السفراء المعتمدين لدى باكستان. على صعيد آخر رفع إمام المسجد الأحمر مولانا عبدالعزيز قضية ضد الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف في محكمة العدل العليا دعا فيها لمحاكمته لأنه أمر الجيش باقتحام المسجد في إسلام أباد في يوليو 2007 ما أدى إلى مقتل 103 أشخاص من المعتصمين بالمسجد بعد حصار دام 8 أيام. كما طلب مولانا عبدالعزيز من المحكمة وضع اسم الجنرال مشرف على قائمة الممنوعين من السفر حتى تنتهي محاكمته.
وكانت الحكومة شكلت لجنة للتحقيق بملابسات اقتحام المسجد وأرسلت 3 إخطارات لمشرف عندما كان بالمنفى ليمتثل أمامها لكنه رفض. ولم تكمل اللجنة تقريرها حول الأمر حتى الآن.