بعض البرامج التلفزيونية تستفز المشاهد بشكل جنوني من خلال سطحيتها أو سخافتها، لكني لم أر في حياتي برنامجا يعتمد في تركيبته الأساسية جعل وضع الضيف على حافة الموت ليضحك المشاهد!
الفنان المصري رامز جلال، يعتقد أنه حقق نجاحا في برنامج العام الماضي "ثعلب الصحراء"، الذي كان يلعب فيه دور إرهابي يطارد السياح وضيفه من الفنانين بالرصاص والقنابل قبل أن يختطف الضيف بشكل إرهابي!
أطل هذا العام علينا ببرنامج جديد اسمه "رامز عنخ آمون"، يستدرج فيه ضيفه إلى مقبرة! نعم مقبرة فرعونية قديمة! يدخل فيها الضيف أو الضيفة، ثم يتم حبسه في غرفة صغيرة لا تتعدى مساحتها "مترين في مترين" وتنطفئ الأنوار وتنطلق الخفافيش والأفاعي في شكل مرعب جدا قبل أن تخرج المومياء من القبر لتتهجم عليه! أية جرأة هذه وأي غباء هذا؟
إن الاحترام للذات أولا، وللناس ثانيا من المبادئ الأساسية للبشرية، ومن لا يحترم نفسه، فإنه لن يحترم أحداً، وهذا ما طبقه رامز الذي لا نعلم من الذي منحه تفويضا للتربص بخلق الله وإيقاعهم في مواقف لا يعلم قسوتها ورعبها في نفوسهم إلا الله؟ كل هذا من أجل إضحاك المشاهدين وجذب المعلنين! أي إسفاف وأي سقوط هذا..!
بعض "ضحايا" البرنامج، ولا أريد أن أقول "ضيوفه"، تعرضوا إلى حالات إغماء حقيقية، نتيجة الصدمة العصبية الناجمة عن الخوف الشديد، وذلك قد يودي بحياة أحدهم، فهل هذه تسلية؟
يوما ما سيقع أحد الضيوف ميتاً أمام رامز وفرقته ليستيقظوا جميعا ويعلموا مدى بشاعة البرامج السخيفة، التي يعملون على إنتاجها سنويا بهدف الربح المالي، والتي لا تمت للفن أو الإنسانية بأية صلة.