أعاد مدير عام الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عبدالعزيز السماعيل، طرح قضية "العقبات الثلاث" التي لازمت الجمعية على مدى عقود ولم تجد لها حلا وسطا حتى الآن، وتتلخص هذه "العقبات" في عدم توفر أكاديمية للدراسة والتخصص، وقلة قاعات العروض والتدريب الملائمة والدائمة، إضافة إلى ضعف الدعم المادي.
وأوضح السماعيل في حوار مع "الوطن"، أن لدى الجمعية خططا طموحة أخرى في مجال التطوير والتحديث من ضمنها دراسة خاصة لتسجيل وتوثيق الأعمال الفنية.
كم عدد المنتسبين إلى الجمعية؟ وما شروط الانتساب وكيف يستفيد منه المهتمون؟
يشترط في الانتساب لعضوية الجمعية أن يكون المتقدم من الممارسين أو المهتمين بالمجالات الفنية التي تعني بها الجمعية، وقد تم في 1433 تفعيل إصدار بطاقة العضوية من خلال الفروع بدلا من المركز الرئيس في الرياض فقط كما كان سابقا برسم قدره 100ريال لمدة سنة هجرية واحدة، والإقبال عليه حتى الآن جيد، ولكننا نطمح في المزيد من خلال تفعيل دور العضوية أكثر ليكون متربطا بممارسة النشاط في الجمعية ولتكوين جمعيات عمومية في الفروع تمهيدا لإجراء الانتخابات مستقبلا.
في كل منظمة لا بد من وجود خطط تطويرية وتنظيمية دائمة ومستمرة، ما خطط الجمعية لعامي 2013 و2014؟
نعم.. الجمعية تحتاج إلى تطوير شامل وكامل في نشاطاتها وأدائها الإداري أيضا.. ولكن ذلك لن يأتي إلا من خلال توفير دراسة استراتيجية علمية منظمة لتحديد ماهية الجمعية مستقبلا، ودورها الفني والاجتماعي وأهدافها العامة وهذا ما تعمل الجمعية عليه حاليا من خلال مجلس الإدارة بالتعاون مع أحد بيوت الخبرة في هذا المجال، بالإضافة إلى أن لدى الجمعية خططا طموحة أخرى في مجال التطوير والتحديث من ضمنها: دراسة خاصة لتسجيل وتوثيق الأعمال الفنية، بدءا بالفنون التشكيلية، كما أنه يجري العمل بدءا من هذا الموسم 1434 لتطوير آليات الإيرادات المالية الذاتية لدعم نشاطاتها وتطويرها في جميع الفروع من خلال الرعاية والشراكة مع القطاع الخاص وجمعيات المجتمع المدني المماثلة.
نفتقر لمقرات
على الرغم من الإقبال الكبير على المسرح السعودي في أيام الأعياد والمناسبات إلا أنه لا توجد قاعات خاصة بفعالياته.. لماذا؟
ما زالت الجمعية تفتقر وللأسف إلى مقرات دائمة ملائمة لتقديم الأعمال الفنية ومن ضمنها قاعات لتقديم العروض المسرحية بشكل دائم، رغم ذلك فإنه لم يعق فروع الجمعية على الانتشار وتقديم عروضها في أماكن خارجية مختلفة حسب ما تتاح الفرصة لذلك، كما أن بعض الفروع استطاعت توفير أماكن عرض جيدة في بعض مقراتها المستأجرة، ونحن ومجلس الإدارة بالتعاون مع إدارات الفروع نبذل حاليا جهدا لتوفير أماكن ملائمة والتخطيط لبناء مقرات دائما على الأراضي الممنوحة للفروع من الدولة متى توفرت المبالغ اللازمة لذلك.
يسود انطباع غالب لدى الجمهور أن المسرح السعودي لا يرتقي إلى الطموح المأمول، ما هو تفسيركم لذلك؟
من الطبيعي جدا تفاوت مستوى العروض المسرحية التي تقدمها الفروع سنويا، ويعود ذلك إلى عدة عوامل تلعب دورا مهما في هذا الشأن من أهمها: زيادة الخبرة في العمل المسرحي وتوفر العناصر المسرحية المتميزة في التمثيل والتأليف والإخراج والتدريب، إضافة إلى توفر المناخ الملائم في بعض المناطق الأكثر كثافة واهتماما بالنشاط الفني، ولدينا في هذا الشأن خطط لتطوير ودعم النشاطات كافة ومن ضمنها: النشاط المسرحي من خلال برامج وطنية طموحة لدعم الإنتاج والتدريب وتبادل الخبرات محليا وعربيا.
معوقات المسرح
ما أبرز المعوقات أمام المسرح السعودي؟ وهل تظن أن الفصل بين الجنسين يعد أحد الأسباب؟
لا يوجد نشاط فني في أي مكان دون معوقات أو صعوبات، والمسرح السعودي قدم الكثير من الجهود المميزة للجمهور في الداخل ونافس العروض الإقليمية والعربية في المهرجانات والمناسبات الخارجية رغم المعوقات ورغم غياب العنصر النسائي، الذي هو مسألة اجتماعية وليست مسرحية لذلك نحن نحترمها رغم تأثيرها السلبي على المسرح، لذلك فنحن نعتبر المعوقات التي يواجهها المسرح السعودي حاليا، هي عدم توفر أكاديمية للدراسة والتخصص، وقاعات العروض والتدريب الملائمة والدائمة، إضافة إلى الدعم المادي المناسب للإنتاج.
إلى ماذا ترجع ضعف الأنشطة في الجمعية بشكل عام؟
أنشطة الجمعية في المجمل ليست ضعيفة، ومن الظلم وصفها بذلك، لأنها تقدم بجهود كبيرة من العاملين في الفروع والمتعاونين معهم من الفنانين، كما أنها تحظى باهتمام وإقبال جيد جدا من المهتمين والمستفيدين في مختلف مدن المملكة، وبمراجعة بسيطة لنشاط الجمعية في العام الماضي 1433 فقط نجد أن الجمعية بفروعها الستة عشر المنتشرة في مختلف مدن ومحافظات المملكة قدمت العشرات من الدورات والورش التدريبية في جميع المجالات للصغار والكبار وللنساء والرجال أيضا، وكان الإقبال عليها يفوق التوقعات في الكثير من الأحيان، إضافة إلى العروض المسرحية والمعارض الفنية التي تقدمها الفروع، والمشاركات في معظم المناسبات الوطنية بالفنون الشعبية، والمشاركات الخارجية، كما كرمت عددا لا بأس به من المبدعين والرواد في المملكة، ولكننا نطمح في المزيد على مستوى الكم والكيف، وهو ما نعمل على تطويره بشكل مستمر بالتعاون مع المسؤولين في كل الفروع في المملكة.
غياب الموسيقى
على الرغم من أن الجمعية تحتوي على قسم للموسيقى إلا أن حضور الموسيقى ضعيف.. لماذا برأيك؟
لم تكن الجمعية تحتوي على قسم للموسيقى في السنوات العشرين الماضية على الأقل، باستثناء فرع الدمام الذي استمر يقدم دروسا نظرية في تعليم المقامات والسلم الموسيقي منذ تأسيسه 1398، دون انقطاع، ولكن الآن أعدنا للموسيقى وضعها الطبيعي بجعلها لجنة مستقلة في أغلب الفروع وتكليف مشرفين عليها للبدء بتقديم نشاطاتها كبقية اللجان الفنية والدورات النظرية لدروس المقامات الموسيقية وتطبيقاتها المختلفة.
هناك مدن في المملكة بحاجة لفرع جمعية الثقافة والفنون؟
هذا صحيح.. ولدينا طلبات لافتتاح فروع جديدة فيما لا يقل عن ست مدن ومحافظات، منها على سبيل المثل: ينبع وحفر الباطن والقنفذة ووادي الدواسر والدوادمي، ونحن نؤيد افتتاح فروع في هذه المدن وفي غيرها، حتى وإن لم تطلب ذلك لأن مساحة المملكة كبيرة وزاخرة بالمواهب في كل المدن والقرى، وعدم توفر جهة مثل الجمعية لرعايتها والاهتمام بها يعتبر هدرا للطاقات والمواهب الوطنية، كما أن حرمان تلك الطاقات من الرعاية وإيجاد الفرصة لتقديم نفسها في مكان ملائم ومنظم قد يقودها لا سمح الله إلى سلوك اتجاهات خاطئة وقد تكون سيئة أحيانا، لذلك فنحن نؤيد افتتاح فروع جديدة للجمعية، وما يعيقنا هو عدم توفر الدعم المادي الكافي لتحقيق ذلك فقط.
خلافات على دور السينما
كثرت الخلافات على افتتاح سينما في المملكة.. فهل الجمعية تدعم رغبة الكثيرين في افتتاح هذه الدور؟
وجود السينما أمر متروك لقرار الجهات العليا في الدولة وليس للجمعية، لأنه يحتاج إلى جهود خاصة وتنظيم ملائم لظروف المملكة الاجتماعية، والجمعية مستعدة للقيام بأي دور يطلب منها لتحقيق ذلك، وحاليا تهتم الجمعية بتطوير نشاطها في صناعة أفلام السينما والفيديو القصيرة فقط.. ولدينا لجنة استشارية خاصة لتطوير العمل في هذا المجال من خلال الدورات التدريبية العملية والنظرية، ومن ثم إقامة المسابقات لهم في أكثر من مدينة.