إن كان أبو الطيب المتنبي قد افتخر بنفسه قائلا: "الخيل والليل والبيداء تعرفني، والسيف والرمح والقرطاس والقلم"، فإن حب الخيل ما يزال متربعا في قلوب الكثيرين، ويبدو ذلك جليا في مهرجان خيبر للتراث الشعبي المقام في القرية التراثية، إذ أقبل مرتادوه على مشاهدة فعالية "طلائع الفرسان"، بل وطلب كثير منهم التقاط صور مع الخيول.
وأوضح مشرف الخيول في المهرجان سعد عواد الجهني، في تصريح إلى"الوطن" أنه تم تجهيز موقع للخيول في القرية التراثية؛ لتكون نقطة انطلاق الفرسان أثناء جولتهم داخل القرية، وتجسيد دور الخيول في السابق.
وبين أن 30 فارسا يشاركون في المهرجان، إذ يتم تقسيمهم إلى مجموعات، وذلك من أجل تكثيف وجودهم طيلة أيام المهرجان؛ كدعم لإحياء تراث ركوب الخيل والعناية بها، ملمحا إلى أن عددا كبيرا من الزوار يفضلون ركوب الخيل.
ورصدت "الوطن" خلال وجودها في المهرجان أن متحف التراث الشعبي، الذي يحتوي على كتب دراسية قديمة شهد إقبالا كبيرا من الزوار، إذ استهوتهم فيه القطع التراثية القديمة والعملات النادرة من فئة الهللة الواحدة، التي أصدرت عام 1383هـ والعملات المعدنية لمملكة الحجاز، التي أصدرت عام 1348هـ.
وأكد صاحب المتحف عيسى بن صالح العفري لـ"الوطن" أن محتويات المتحف تمثل البيئة القديمة من خلال المجلس القديم ومحتوياته، وكذلك أدوات الزراعة والطبخ، إضافة إلى غرفة العروس والمطبخ وعدد من القطع القديمة للوحات سيارات وعلب لمواد غذائية قديمة وعملات قديمة ورقية ومعدنية.
وأضاف العفري أن المشاركة في المهرجان تعدّ من أهم سبل الدعم المعنوي لهواة التراث، مبينا أن المتحف يجسد ذكريات الماضي وينمي ثقافة المحافظة على التراث بأشكاله كافة.