كل عام وأنتم بخير.. لا أعلم من هو صاحب فكرة "عيدية عمال النظافة"، لكنها فكرة إنسانية رائدة.. يحاول الشباب الذين أطلقوها أن يرمموا العلاقة بين عمال النظافة والسكان..

تعلمنا أن أدنى الإيمان "إماطة الأذى عن الطريق".. هؤلاء الوافدون الغرباء الذين ينظر لهم البعض بتقزز واشمئزاز، لو توقفوا عن العمل ثلاثة أيام فقط لتحولت مدننا وشوارعنا إلى بؤرة من الأمراض!

الحملة التي أطلقتها مجموعة من الناشطين في تويتر تهدف إلى تقديم هدايا بسيطة للعمال.. اطلعت على صورة مغلّف بسيط يضم في داخله بطاقة اتصال مسبقة الدفع، وقطعا من الحلوى والفطائر.. الجميل أن الشباب عرضوا عددا من الهدايا المقترحة، بحيث لا يتم اقتصارها على شكل واحد.. وضعوها في "هاشتاق" خاص يحمل اسم (عيدية عمال النظافة).. أحد التصميمات يتضمن عبارة جميلة تقول "من يريد أن يكون له نصيب في فرحة هؤلاء الإخوة فليبادر بالخير ويحتسب الأجر لعلها تكون سببا في فرحة يرسلها له الله في أحلك الظروف".. الفكرة جميلة.. الأجمل أن الاقتراحات جاءت كلها تحت عنوان رائع يقول "اقتراح عمل عيدية لإخواننا عمال النظافة".. وتستحق التشجيع خاصةً وأنها تأتي من مبادرة شخصية.. طبعاً هذا لا يبرر أن نتجاهل مبادرات جميلة تقوم عليها مؤسسات ومكاتب الدعوة.. وأعني بها فكرة المعايدة التي يتم تنظيمها للوافدين ضحى العيد.. لكن الفكرة حتماً ستكون أجمل حينما تكون نابعة من داخل الإنسان وبجهده ومن ماله الخاص.

عمال النظافة يضحون بصحتهم وقوّتهم لأجلكم.. ألا يستحقون منكم في هذه الأيام المباركة أن تمدوا لهم يد البر والإحسان؟!