أضفت آلة الفوفوزيلا إحدى ظواهر و إفرازات نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010, رونقا ونكهة خاصة على أجواء المباريات على الرغم من بعض الاعتراضات المبكرة والاحتجاجات من وقع الأصوات المرتفعة وغير المعتادة على مسامع اللاعبين والمدربين والفنيين الذين تعودوا على نقل تعليماتهم إلى اللاعبين بيسر وسهولة, بل كانت أصواتهم تصل أحيانا إلى مدرجات الملاعب، لكنهم عندما بدؤوا يفقدون هذه الميزة، بدؤوا يعترضون على الفوفوزيلا, لكن بالنسبة للمدرجات والجماهير فإن هذه الآلة – التراث الجنوب أفريقي – قد أحيت المدرجات وأضحت وسيلة فعالة ومؤثرة لإحداث حيوية وبث روح الحماسة و( الفوقان ) بدل الكسل والتثاؤب !
استغربت مؤخرا من تصرف حدث بأحد ملاعبنا عندما منع استخدام الآلة المثيرة بتصرف أعتبره فرديا من القائمين على الملعب, حيث سبق لـ (لوطن ) أن استوضحت كبير المهندسين مسؤول إستاد الملك فهد الدولي بالرياض المهندس سلمان النمشان عن منعها فيما لو استخدمت عقب نهاية المونديال من قبل بعض الجماهير, فذكر حينها أنه وبما أن الفيفا لم تقدم على قرار المنع في المونديال وهي الأعلى والأكبر في عالم كرة القدم, فإن ذلك يعني أن استخدامها في بقية ملاعب العالم أمر لا غضاضة فيه, و أنا بدوري أضم صوتي مع من يدعمون تواجد الفوفوزيلا في ملاعبنا اليوم وغدا, وذلك لاعتبارات نعلمها جميعا وتلقي بتبعاتها السلبية على نفسية اللاعبين والمدربين والإداريين عندما يتعلق الأمر بتصرفات وعبارات نشاز لا تليق بمجتمع محافظ و نبيل، وكانت تلك الأفعال في كثير من المواقف مشينة, وطالب البعض حينها بقرارات صارمة تجاهها والتصدي لأصحابها, بل إن بعض هذه النشازات وصلت حد العنصرية المقيتة.
الفوفوزيلا رحمة لمدرجاتنا يا أيها المانعون باجتهاد غير مصيب, وستحيي بأصواتها المثيرة والحيوية ملاعبنا بدل الركون إلى ملئها من قبل جمهور صامت جل وقته منشغل بهاتفه الجوال أو التراسل والتصوير, وستجهز على تلك الأصوات التي تعودت على السباب والشتائم وامتهنت عبارات البذاءة بحق لاعبي فريقها، فما بالكم بلاعبي الفريق المنافس ومدربه وإدارييه, والحكام هم الآخرون يطالهم من البخت المايل الكثير, بمعنى آخر, أن الفوفوزيلا ستنظف مدرجاتنا من هؤلاء جميعا وتجبرهم على السكوت على أقل تقدير, أو ألا يكون لأصواتهم أية معنى, وكلا الأمرين مكسب, فتتهذب المدرجات وتحيا أكثر, كما أن أصوات الفوفوزيلا ستحث اللاعبين على المزيد من الحركة والتجاوب مع هذه الأصداء القادمة من المدرجات, فيحدث تناغم أحوج ما تكون إليه الملاعب.
إن دعاة منع الفوفوزيلا من ملاعبنا ننصحهم بالتوجه إلى صالات الشطرنج وميادين التنس الأرضي والألعاب الإلكترونية بدل كرة قدم منحتها جنوب أفريقيا فرصة ذهبية لحيوية مطلوبة وقدمت هدية لملاعب العالم ستشهد بها جميع البطولات القارية والعالمية المقبلة، فلم لا تكون ملاعبنا جزءا من هذه الملاعب التي تبحث عن الإثارة والحيوية والحركة بدل منح مساحة كافية ومريحة لهواة السباب والشتائم التي تصدرمن جميع المدرجات دون استثناء؟!
فهل ستعطى الفوفوزيلا فرصة التواجد في مدرجاتنا في القادم من مباريات؟ نتمنى ذلك.