لم تمض ساعات قليلة بعد التداول الواسع لتهديد هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية بحجب بعض البرامج والتطبيقات الخاصة بـ"التراسل الفوري" هاتفيا، والتي يتربع على قائمتها "الواتس آب"، و"فايبر"، إضافة إلى خاصية الاتصال المرئي "التانجو" و"سكايبي"، حتى تحول الأمر إلى حالة من الجدل فوق العادة، معيدا للذاكرة الجدل الواسع الذي ثار أثناء أزمة وقف خدمة "دردشة البلاك بيري"، في العام الماضي. وما زاد من "سخونة النقاشات" مع تهديد الاتصالات، هو المعلومات التي تروج على نطاق واسع بين مشتركي "الواتس أب"، ومنها فرض الشركة الأم رسوما رمزية على "مشتركي الخدمة"، إلا أنه وبتتبع هذه الجزئية تحديدا، اتضح أنه منذ نوفمبر 2012 وإدارة خدمة "الواتس أب" تنفي هذه المعلومة "جملة وتفصيلا"، وعند الدخول لموقع خدمة "الواتس أب" الرسمي، نجد أنه ما زال يؤكد أن "الخدمة مجانية"، دون مقابل. تحليل تقنيي المعلومات كان هو الأبرز، بعد المحاولات المتكررة من "الوطن" الحصول على استفسارات بشأن "القضية الجدلية" بحجب تطبيقات البرامج التواصلية من قبل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، إلا أن محاولاتها لم تنجح لعدم رد متحدثها الرسمي سلطان المالك على الاتصالات.
المتخصص في شؤون شبكة المعلومات المهندس محمد أفندي، أعطى رؤية تقنية خالصة في مسألة النقاش المتصاعد حيال قدرة شركات الاتصالات المحلية على حجب التطبيقات التواصلية، مؤكدا على قدرة تلك الشركات على حجب البرامج التي تعتمد في خاصيتها على الإنترنت، مضيفا أن باستطاعة شركات الاتصالات حجب عناوين التواصل في الإنترنت مع خوادم برامج التواصل "IP، وهو ما يعني قدرة الاتصالات على حظر تلك الخدمات بالفعل.
ويشارك المهندس شريف الحلبي المهندس أفندي في أن الحظر بهذه الطريقة دون الاتفاق مع الشركات الأم سيدفعها إلى تغيير عناوين خوادم برامجها باستمرار، أو اللجوء إلى الطريقة الأسرع في عالم التقنية باستخدام برامج كسر الحجب في حال لجأت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إلى الحظر من جانب واحد.
ورأى كل من أفندي والحلبي أن أسلم الطرق أمام "هيئة المعلومات" و"شركات الاتصالات المحلية"، هي التفاوض الثنائي مع الشركات الأم المزودة للخدمة، لأنه في حال تم ذلك، فإنه باستطاعة الهيئة السيطرة على تلك البرامج عبر طرق عديدة، منها توقيف طلب الاشتراك في الخدمة من هاتف سعودي، لأنها تملك قواعد بيانات مشتركيها. وذلك التهديد دفع "منتديات الإنترنت"، إلى عمل طاولات نقاشية إلكترونية، لطرح بدائل في حال لجأت هيئة الاتصالات إلى الحجب، عبر الاستعانة بأرقام هواتف خارجية خليجية ولبنانية، لاستمرار خدمة "واتس أب"، التي يقدر عدد مشتركيها بعشرات الملايين في المملكة.
ووصلت تداعيات التهديد إلى إبراز الحدث في شبكات التلفزة الإقليمية ومواقع الصحف الإلكترونية الشهيرة، والتي أفردت مساحة كبيرة للحدث، ومدى جدية سلطات الاتصالات في المملكة حجب خدمات الدردشة المجانية والاتصالات المرئية المجانية عن المشتركين.
وأبرز العناوين التي يمكن استنتاجها من نقاشات مجموعات "الواتس أب"، التي تحولت هي الأخرى إلى برامج لتراشق التهم مع "هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات"، والقول بأنها تخترق خصوصية المشتركين، فيما لجأت بعض المجموعات الخاصة إلى رفع راية "المقاطعة" في حال وافقت الشركة الأم على طلب الهيئة، وحاولت "الوطن" الحصول على تعليق رسمي من قبل إدارة موقع "واتس أب" عبر إرسال مجموعة أسئلة على البريد الرسمي، إلا أنها لم تحصل على تعليق حتى نشر التقرير.