سيدرك البعض أننا في "العيد" حين تحين الحلقة الأخيرة من برنامجه أو مسلسله الرمضاني.. وسيدرك ذلك حين تسد القنوات أغلب أوقاتها بأغان مكررة..

صبيحة العيد.. تحط القنوات الفضائية رحالها وتوقف هدير ماكينتها الفنية التي لم يهدأ ضجيجها؛ ليستلقي المشاهد مستريحاً من كم المسلسلات والبرامج الرمضانية التي أنهكته في شهر العبادة "رمضان".. ويصطدم بأن أيام الفرح "العيد" بلا برامج سوى البسيطة الباهتة، وبلا أعمال فنية سوى إعادة أفلام ومسرحيات قديمة تتكرر كل عيد مع بعض الأغاني المكررة أيضاً.

لماذا حتى الآن لم يفكر المنتجون في تقديم أعمال فنية للأعياد؟ ولماذا لا يستهدف الفنان جمهوره في الأعياد؟

ولو بدأت القنوات بقياس عدد المشاهدات في العيد؛ لعرفت أن "السعودي" وأسرته متسمرون أمام التلفزيون بعدما قدموا التهنئة صباح العيد للأقارب، وانتهى العيد في نظرهم..!

أعتقد أن القنوات الفضائية لا تحتاج إلى قياس فهي تدرك جيداً أن "السعودي" يقضي أغلب أوقات أيام العيد في المنزل أمام التلفاز يقلب "الريموت" يبحث عما يبث الفرح في نفسه ليشعر أنه في العيد؛ لاندثار المسرح إلا النزر اليسير الذي لا يرقى إلى مستوى المشاهدة وينحصر في المناطق الكبرى، وانعدام الفعاليات الترفيهية المناسبة لجميع أفراد العائلة، لكن "القنوات" كلها العائلية والمنوعة والإسلامية.. لا تحسب حساباً لارتفاع نسبة المشاهدة خلال هذه الفترة، ولا تسعى للكسب منها بالتخطيط الجيد والعمل الجاد، بعضها يكتفي ببرامج تافهة وحوارات ساذجة، وتركن كثيراً إلى الأرشيف السينمائي والمسرحي.

أعتقد أن العيد فرصة "ربح" للقنوات.. فإن لم يكن طمع الكسب والأرباح دافعاً للقنوات بتقديم ما يستحق المشاهدة كما تفعل لرمضان، فلينتقِ مسؤولو القنوات مسرحيات وأفلاما تستحق المشاهدة بدل التكرار الموسمي، وبدل تكرار ذات الأغنية بين فاصلين.

عيد سعيد على الجميع.. وإجازة أسعد لفضائياتنا العربية.