أمام تزايد مشاكل سوق الأسمنت، التي وصفها البعض بـ"الفوضوية" إثر قيام عمالة بنقل الأسمنت بشاحنات خاصة إلى الجهات التي تختارها وتحدد السعر الذي تراه، اضطر فرع وزارة التجارة في تبوك إلى تكليف موظفيه ببيع حمولة الشاحنات التي لا تتقيد بالسعر المحدد.

تبوك التي تشتكي من قلة المعروض من الأسمنت، رغم أنها تحتضن مصنع "أسمنت تبوك"، إثر قيام تلك العمالة بنقل حمولتها للمنطقة الغربية، بحسب تصريح سابق لمدير شركة أسمنت تبوك المهندس عيسى باعيسى؛ بدأت تستقبل شاحنات تحمل "أسمنت الشمال" ليباع بأسعار 18-19 ريالا للكيس، في حين أن الأسعار المقررة لا تتجاوز 15 ريالا للكيس.

وكثف فرع وزارة التجارة والصناعة بتبوك جولاته الميدانية لمراقبة أسعار الأسمنت بعد دخول شاحنات محملة بأسمنت الشمال وقيام أصحابها ببيع الكيس بين 18 – 19 ريالاً، حيث بينت مصادر مطلعة في تجارة تبوك تواجد الفرق بشكل دائم في مواقع بيع الأسمنت القادم من مصنع أسمنت تبوك ومصنع أسمنت الشمال، وفي حال عدم تقيد أصحاب الشاحنات بالأسعار المحددة من قبل فرع وزارة التجارة يقوم موظفو التجارة ببيع حمولة الشاحنات بسعر السوق لضمان عدم استغلال زيادة الطلب على الأسمنت لرفع أسعاره على المواطنين.

وأكد عدد من أصحاب شاحنات بيع الأسمنت أن مكاتب التخليص التابع لمصنع أسمنت تبوك تقوم بتحصيل مبلغ يصل إلى 500 ريال من صاحب كل شاحنة، ويمنح موعدا للتحميل بعد 14 يوماً، مما أجبر البعض على التوجه للجوف وعرعر لشراء أسمنت الشمال ومن ثم بيعه في سوق تبوك، حيث يشترون الكيس من بعض التجار في الشمال بقيمة 17 ريالاً مع التحميل والنقل، فيما يبيعون الكيس في سوق تبوك بمبلغ 18 – 19 ريالاً.

وطالب أصحاب الشاحنات بوجود لجنة ميدانية دائمة عند مصنع أسمنت تبوك لمراقبة عمليات التحميل والنقل والحد من توجه بعض الشاحنات للأسواق خارج المنطقة التي تشهد ارتفاعاً في أسعار الأسمنت من أجل جني الأرباح، فيما تتعرض المنطقة ومحافظاتها لأزمة نتيجة نقص الكميات المطلوبة في سوق البناء والتعمير.

وناشد المواطنون في بعض المحافظات الجهات المختصة لمنع نقل أسمنت تبوك للأسواق خارج المنطقة وتطبيق الأنظمة الحازمة بحق مهربي الأسمنت للمناطق الأخرى.

"الوطن" تواصلت مع مدير عام شركة أسمنت تبوك المهندس عيسى باعيسى، للحصول على توضيح عن أسباب استمرار أزمة الأسمنت، إلا أنه طلب توجيه خطاب رسمي ليتم الرد، وهو ما تم بالفعل. فيما برر أزمة الأسمنت في تصريح سابق "9 مارس" بـ "أن أسباب نقص كميات الأسمنت بمنطقة تبوك تعود إلى وجود صيانة مخطط لها في إحدى طواحين الأسمنت والتي تستمر لمدة أسبوعين، مؤكداً أنها سوف تؤثر على كمية الإنتاج اليومي". وأشار إلى ارتفاع الطلب على منتجات الأسمنت بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة بالمنطقة نتيجة حجم المشاريع والقروض العقارية الحكومية للمواطنين، مبيناً أن قيام بعض سائقي تحميل الأسمنت بإخراج الكميات المخصصة للمنطقة وإرسالها للمنطقة الغربية بدلاً من البيع في منطقة تبوك ساهم في زيادة الأزمة، ويهدف أصحاب تلك الحمولات للكسب المادي وزيادة الهامش الربحي.

وأوضح المهندس باعيسى أنه تم عقد اجتماعات مع الجهات الحكومية المختصة والتنسيق معهم مباشرة لمنع تكرار خروج كميات الأسمنت المخصصة لمنطقة تبوك إلى المناطق الأخرى.