أعلن مبعوث الأمم المتحدة لدولتي السودان، هايلي منكريوس، استعداد الخرطوم ومتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال للتفاوض، وإجراء حوار مباشر بينهما؛ لإنهاء القتال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأبلغ منكريوس الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بهذا الموقف رسميا. وبدوره أعرب كي مون عن أمله في أن تسفر المحادثات عن وقف فوري للأعمال العدائية، وخلق بيئة مواتية لإجراء مناقشات سياسية تعالج الأسباب الجذرية للصراع. بدوره سارع مسؤول في حزب المؤتمر الوطني الحاكم إلى تبرير تراجع حزبه عن موقفه السابق برفض مبدأ التفاوض مع متمردي الشمال، بأن ذلك يتم وفق ضوابط معينة، وقال مسؤول القطاع السياسي في الحزب حسبو محمد عبدالرحمن: إن حزبه يؤمن بالحوار، ولكن وفق شروط، منها فك الارتباط مع دولة الجنوب، وأضاف: "في ظل الوضع القديم لا يمكن الحديث عن حوار، ولا يمكن أن نتفاوض مع سودانيين هم جزء من هياكل دولة الجنوب. أما الآن فقد زالت تحفظاتنا. إلى ذلك قال عضو المكتب القيادي لحزب المؤتمر قطبي المهدي إن الحزب سيواجه أزمة كبيرة، إذا لم يعط موضوع ترشيح البشير في الانتخابات القادمة أولوية. ولفت إلى إن القواعد تعدّ البشير أحد ضمانات الحزب نفسه. وطالب بالاستعداد لاحتمال غياب البشير من الانتخابات المرتقبة خلال المدة القادمة.

إلى ذلك فضت الشرطة السودانية بالقوة وقفة احتجاجية دعت إليها قوى المعارضة بمنزل رئيس الوزراء الأسبق إسماعيل الأزهري، بأم درمان؛ للتضامن مع أسر المعتقلين السياسيين، الذين تم توقيفهم عقب توقيعهم اتفاقا في كمبالا مع الجبهة الثورية. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات قبل أن تقتاد عددا من المشاركين في الوقفة والإفراج عنهم لاحقا. وطالبت قيادات المعارضة الحكومة بالإفراج عن المعتقلين.