يبدو أننا لم نمعن النظر في شخصية "علي بابا" الحقيقية، فاليوم لم تعد شخصية "علي بابا"، والأربعين حرامي تلك التي حفلت بها عصور بني العباس، ومجالسهم، وحكايات ألف ليلة وليلة، بل إن علي بابا نفسه هو من يتظاهر بالوفاء، والطيبة، في سبيل تحقيق أهداف خطط، ورسم لها طويلاً، وليس هناك اتهام مباشر لمن يحاول أن يتحسس فوق رأسه، أو جيبه، أو "بطاقة صراف" قد ضاعت منه فجأة.. فخاف أن تفضحه، ثمة حكايات تطل علينا بين الفينة، والأخرى تكشف لنا سر هذه التسمية اجتماعيا، أو لعله حديث عابر لمن ارتضى أن تكون أسراره كالدخان المتصاعد ليلاً من "قهوة شعبية" تعج بالأصوات، والأقدام، والشخصيات التي تحكي جازمة بأيمانٍ مغلظةٍ بأن"علي بابا".. مازال حيًا بيننا، وإن تقادمت به السنون، وإن انقضى عهد الحرامية الأربعين، نعم تواجهنا شخصية"علي بابا" الزاهدة، المتعففة عن الدنيا والمال، والمركب الفخم، والمطعم الراقي، والبيت الجميل، واللبس الأنيق، وتجدها في عزلة مع قطيع من غنم، أو ضأن، تبات على الطوى.. وتتوسد الحصير.. تقتر على نفسها، وأهلها، وأولادها، فتجدها ذات سيارة "هايلوكس" عتيقة، أو داتسون من نوع غمارتين"، وقد طبع أحد أبنائه المشاغبين عبارة "الزاحف"، هكذا تراه "علي بابا" المتخفي في جلباب الحياة المستورة التي تحفظ الريال حفظًا يأخذ محكوميته بالتأبيد في تابوت أسود صغير قد تعالم به الزمان، والمكان، ويتظاهر بالمرض، والسعال المصطنع حتى يستجدي عطف الناس، ويتكئ على عصاه، وعلى"مكدة".. أجرة تستر حالة العوز.. فالراتب "ما عاد يغطي، وكل شيء غال"، والله المستعان، وما زالت تزحف لاهثة وراء جمع المال.. وطيلة السنوات، والفقر يحل بينهم، وفجأة هذه الشخصية تتحول إلى"علي بابا" حقيقةً..والمعروفة "بالبابية" فتصدم أهلها، وأولادها أولا، والجيران، والأقارب، والناس ثانيًا حين تكشف قناعها الحقيقي برصيد الـ"40" مليونًا، أو تزيد..!

عبر ورقة كانت قد سقطت سهوًا كآخر أوراق التوت الخريفي، وتسكن بيت مستأجر من "25"سنةً" أو تزيد، فتزداد المشاكل بين أفراد الأسرة، وترتفع الأصوات الوارثة، والمطالب العاجلة، فيرتفع صوت "علي بابا" ثانية غاضبا "تبون تورثوني حياً، والله ما ترون ريال.. "توكلوا على الله" على طريقة أبومساعد في المسلسل الرمضاني الشهير طاش ماطاش..!

ومضة:

لو قدر لنا معرفة أرصدة الناس الذين يعيشون، ويتعاملون، ويعملون معنا لربما كشفنا شخصيات تنتمي للحقيقة أعلاه "حقيقة علي بابا".