قبل الدخول إلى موضوعنا اليوم، أود القول إنه استوقفتني صورة غريبة نشرتها إحدى الصحف لسيارة تحمل كاميرا ساهر متنقلة.. السيارة محاطة بسياج محكم من جميع نوافذها.. بالكاد يدخلها الضوء.. تماماً كأنها سيارة نقل مساجين.. فلا يستطيع أحد الوصول إلى الكاميرا أو تهشيمها!
طبعاً كاميرات رصد المخالفات المرورية - المعروفة محلياً باسم "ساهر" - موجودة في دول كثيرة.. لكنها إطلاقاً ليست بهذه الصورة الموجودة في بلادنا.. العلاقة بها في بلادنا علاقة عداوة وبغضاء، وليست علاقة تقدير واحترام.. غني عن القول إن الاعتداء على هذه الكاميرات أمر مرفوض ويستوجب العقوبة الشديدة.. لكن هذا كما قلت - وقال غيري كثيرا - يستوجب البحث عن السبب!
حديثنا اليوم عن تقرير غريب بعثت به الشركة المشغلة لنظام ساهر إلى الإدارة العامة للمرور.. يقول التقرير إن التوسع في أنظمة الكاميرات المتنقلة لرصد المخالفات على الطرق، أجدى من الكاميرات الثابتة، وأكثر "دخلا"!
ولأن الشركة منزعجة من انخفاض الدخل، وعاجزة - حسب التقرير - عن السيطرة على سلوكيات السائقين الذين ينبهون بعضهم باستخدام "الفليشر"، فهي تقترح التوسع في نظام "الكاميرات المتنقلة".. والمستفز أكثر أن تقرير الشركة لم يتضمن الحديث عن المخالفات، بل عن انخفاض الدخل!
كان الناس يتداولون ذلك من باب الاتهامات.. وكان السكوت عن التهمة وعدم نفيها أهون من إثباتها.. لكن الشركة اليوم تعترف بذلك.. من هنا لا أود الرد أو توجيه أي تهم للشركة، حتى لا ندخل في مشاكل قانونية.. لكنني أعتقد أن الأمر بهذه الصورة لا يمكن أن يرضي أحدا.. هذه شركة جباية، ولا تخجل من الإعلان عن ذلك!
- على الأقل اطرحوها للاكتتاب حتى نشاركهم الأرباح!