أكد أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، أن مشروع تصحيح أوضاع المسلمين البرماويين، وتصحيح وتطوير ومعالجة أوضاع الأحياء العشوائية، هي تجربة فريدة في العالم، وأن هناك الكثير من المشاريع التي تحاول بها دول العالم بقيادة الأمم المتحدة معالجة أوضاع الأحياء العشوائية، وهناك "محاولات" لم تتعد مستوى هذه الكلمة.
وقال الأمير خالد الفيصل في كلمة وجهها للبرماويين خلال تفقده مقر تصحيح أوضاعهم وتسليمهم أول إقامة أمس، إن مشروعكم معالجة جذرية لهذه الأحياء العشوائية، ومن ضمن ميزات هذا المشروع، أنه لا يقتصر فقط على إعادة تخطيط وبناء وعمران هذه الأحياء بطريقة عصرية، وإنما يعالج مشكلة الإنسان في هذه الأحياء، وعندما يتسع هدف المشروع ليعالج مشكلة أكثر من 400 ألف إلى 500 ألف إنسان معالجة إنسانية، معالجة صحية، معالجة اجتماعية، معالجة عملية ومعالجة تحضيرية، عندما يشمل هذا المشروع كل هذه العناصر، فإنه يمثل القيم والأخلاق الإسلامية التي يتميز بها إنسان المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا.
وأضاف: "إنها لحظة من أجمل لحظات عمري، أن أرى هذه المجموعة الكبيرة من إخواني المسلمين، الذين تشرفنا بمجاورتهم في هذا البلد الأمين طوال سنين عديدة ونحن نأمل ونتطلع إلى اليوم الذي تصحح فيه أوضاعهم في بلدهم المملكة".
وقال: أتوجه بكلمتي وبمشاعري وبفخري وباعتزازي لقائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين، الذي لم يتوان عندما وضعت إليه أول مقترح ومشروع أرفع به لمقامه الكريم بعد تشرفي بمسؤولية خدمة هذه المنطقة إنسانا ومكانا كانت عن تصحيح أوضاع المقيمين في الأحياء العشوائية ومعالجة وتطوير هذه الأحياء، فأمر ـ يحفظه الله ـ بتشكيل لجنة وزارية مهمتها تطوير الأحياء العشوائية ومن أهم عناصرها تصحيح أوضاع البرماوية، فله الشكر وله التقدير على حرصه على كل ما من شأنه خدمة الإنسان المسلم داخل هذه البلاد وخارجها".
ومن جانبه، قال مدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة السفير محمد أحمد طيب في كلمته، إن عملية تصحيح وضع مجهولي الهوية من الجالية البرماوية بمنحهم إقامات نظامية دون رسوم، وتمكينهم من الاستفادة من الخدمات الاجتماعية كافة والرعاية الصحية والتعليمية والعمل، عملية غير مسبوقة على مستوى العالم.
من جهة أخرى، دشن أمير منطقة مكة المكرمة أمس، معرض مشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين لرفع الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف، وتفقد سير العمل في المشروع، واشتمل المعرض على نحو 50 لوحة فنية تعرض لأول مرة تحكي واقع المطاف الحالي ومراحل التوسعة والتصاميم المستقبلية كما يشتمل على مجسمين يوضحان مراحل التوسعة.
وأوضح الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس أن مدة المشروع 3 سنوات، وأن المشروع على 3 مراحل في 5 أدوار وسيستفاد من المرحلة الأولى في شهر رمضان المبارك القادم لتتسع هذه المرحلة إلى 105 آلاف طائف في الساعة، ليصل المشروع إلى 7 أدوار مستقبلا، ليتسع لـ 230 ألف طائف في الساعة بعد اكتماله والموافقة عليه.
وأكد أن المشروع يراعي اتساع المداخل والمخارج واستقلالية كافة الأدوار بمداخلها ومخارجها من خلال شبكة جسور مشيدة لنقل الحركة من المنطقة المجاورة لمباني الحرم إلى أطراف الساحات الخارجية ومحطات النقل العام، وفصل حركة ذوي الاحتياجات الخاصة عن حركة المشاة بشبكة من الجسور والأدوار المتنقلة الخاصة بهم، ويجري حاليا البحث عن بدائل لأنظمة نقل آلية فعالة لطواف وسعي ذوي الاحتياجات الخاصة، مع المحافظة على ملامح العمارة الإسلامية والصورة التاريخية للتوسعات.