يفتتح الشاعر عبدالله الصيخان ديوانه "الغناء على أبواب تيماء"، الصادر عن نادي أدبي تبوك بالاشتراك مع دار مدارك للنشر والتوزيع، بورقة ألقاها ضمن دورة الإبداع الشعري 2012، بنادي جدة الأدبي جاء فيها ما نصه "الشاعر يشبه الماء الذي سيظل عذبا للشاربين كلما استمر في جريانه، ولكنه يأسن حين يتوقف ويتحول إلى مستنقع".

هذا الوصف الجميل للشاعر لا ينطبق على الشاعر الصيخان نفسه، الذي توقف أكثر من عقدين من الزمن عن الشعر والإنتاج، وجاء في ديوانه "الغناء على أبواب تيماء" ليؤكد الفكرة التي تقول: إن الشعر يمكن أن يتحول إلى مستنقع، فهذا الديوان يخلو من الشعر، لأنك حين تقرأ ستتفاجأ أنك أمام كلام مرصوف، لا صور شعرية، لا موسيقى، ولا لغة، ولا قافية، ولا دهشة.

إن وظيفة الشاعر الأساسية أن يكتب شيئا يدهشنا، وهذا ما لم يكن موجودا في هذا الديوان، إضافة للتكرار غير المبرر في عدد من القصائد، فحين تتأمل هذا المقطع من آخر قصيدة في هذا الديوان التي جاءت بعنوان "حمدان يعزف على النهر"، ستجد التكرار غير المجدي، وغير المقنع، وغير المبرر، يقول الشاعر: "قمر أزرق يتفتق عن جرح حمدان، يسقط حمدان، ما اعتاد حمدان أن يتقي أو يعود، ظمأ وجه حمدان إذ يترجل"، ففي هذه الجمل، إذا افترضنا أنها مقطع شعري، تكررت لفظة حمدان أربع مرات دون أية فائدة، وكأن اللغة تخلو من الضمائر، وكأن الشعر أن نعيد تكرار ما نريده أكثر من مرة، وهناك كسور تضمنتها بعض الأبيات، كان ينبغي التنبه لها جيدا.

أدرك جيدا بأن هذه النصوص التي وردت في الديوان كتبت في مرحلة أولى من حياة المؤلف، لكنها نشرت في مرحلة متأخرة، بمعنى أن الشاعر قد تجاوز الأخطاء البديهية في الشعر، وبالتالي كان يمكن تنقيحها، وإخراجها بشكل أجود، مع أنني أدرك قيمة بأن المحو أخطر من الكتابة، لكن كان من المفترض ألا يخرج الديوان بشكل يخلو من الشعر، بشكل لا يدهش المتلقي.