العلاقة ما بين الجسد والتقنية الذكية علاقة خاصة جدا، بداية من طريقة الاستخدام وانتهاء بمحاولة استخدام التطور الكبير الذي يشهده العالم في مجال التكنولوجيا الذكية لأغراض طبية.

إذ أعلنت شركة "أبل" عملاق إنتاج الهواتف الذكية، اعتزامها طرح هواتف ذكية تستعين ببصمة الإصبع كأحد نظم الأمان، وهو الأمر الذي سبق أن تردد منذ عام مضى، وتحديدا عندما استعانت الشركة بنظم آمان متطورة بعد قيام مصنعي "آي فون" بشراء "جهاز بايومتري للنظم الأمنية" من شركة "أوتانتك للتكنولوجيا" بنحو 235 مليون دولار، فيما تسعى فيه بعض الشركات الأخرى إلى استغلال بصمتي العين والصوت في تأمين الهواتف الذكية.

ويتوقع المسؤولون وخبراء التكنولوجيا أن يتم طرح هاتف "الآى فون- إس 5" بعد تزويده بهذه الخاصية الأمنية، التي تأتي بعد نحو عام من إدخال شركة "سامسونج" العام الماضي خاصية على هواتفها الذكية تتيح للمستخم فتحه بواسطة الوجه عن طريق التعرف على ملامح الوجه خاصة على هاتفه "جالاكسى إس.3".

وأوضح المسؤولون فى شركة "سامسونج"، في موقعها على الإنترنت، أن "جالاكسي إس 4" مثل هاتف آي فون المنتج من قبل شركة آبل مزود ببرنامج يمكنه التعرف على الصوت، إلا أنه في الوقت الحاضر لا يمكن تحديد شخص معين، وأنه في المستقبل القريب سيمكن التعرف على الشخص مقتني الجهاز بصفة خاصة"، وهو ما علق عليه إرنيست دوكو، خبير الاتصالات من موقع "يو سويتش" بقوله: إن "ظهور هذه التكنولوجيا الأنيقة للتحكم عن طريق الشعور بحركة العين التي تسمح للمستخدمين أن يوقفوا مقاطع الفيديو أو أن يتصفحوا الصفحات عن طريق حركات العين فقط، يعد ذلك أمرا ذكيا جدا، ومع وجود موظفين ممن يستقلون القطارات المزدحمة متجهين إلى أعمالهم، أو حتى أولئك الذين يحبون أن يضفوا على حياتهم لونا تقنيا مستقبليا يجعل منها حياة أكثر سهولة، ستتيح هذه الخاصية المتميزة للجهاز الجديد لأن ينتشر بقوة".

وعلى صعيد استخدام التكنولوجيا الذكية لأغراض طبية، فقد أشارت استطلاعات للرأي أجريت في ألمانيا، أن 7% من الألمان يستخدمون تطبيقات الهواتف الذكية للأغراض الصحية والطبية، ومنها تطبيق برمجي يساعد على الكشف عن سرطان الجلد، وذلك من خلال منظار الهاتف الذكي، وهو عبارة عن أيقونة موجودة على سطح الهاتف الذكي ويقوم المنظار بالتقاط صور مكبرة من بقع "الشامات" الموجودة على سطح الجلد، فيما طورت شركة Mobisante الأميركية مجسا يمكنه فحص الجسم بالأمواج فوق الصوتية، وذلك بواسطة تطبيق برمجي على الهاتف الذكي، والأكثر من ذلك أن تطبيقات الهواتف الذكية بدأ استخدامها في تعلم الطب، من خلال عدد من التطبيقات، ومنها تطبيق iRadiology، والذي يشمل قاعدة معلومات عن أكثر من 500 مريض في مجال التشخيص الإشعاعي، ويستفيد طلاب الطب من هذا التطبيق في التدرب على تشخيص صور الأشعة التقليدية وأيضا على تقييم صور جهاز التصوير الطبقي المحوري وصور جهاز الرنين المغناطيسي.

ولا يتعجب حسين مصباح، الكاتب الصحفي المتخصص في شؤون التكنولوجيا الذكية، من هذه التطبيقات، مضيفا، في تصريحات إلى "الوطن"، أن "التكنولوجيا الذكية لم تترك مجالا إلا واخترقته، وبالتالي فلا عجب في أن تخترق لغة الجسد، إذ سبق استخدامها فيما هو أعقد، وتحديدا في مجال تطبيقات الملاحة، إذ تنقسم تطبيقات الملاحة على الهواتف الذكية إلى نوعين، أحدهما يقوم بتخزين الخرائط الإلكترونية على ذاكرة الهاتف، والثاني يقوم بتحميل الخريطة المطلوبة عبر الإنترنت بشكل مباشر، ويستخدم النوع الثاني مساحة أقل على ذاكرة الهاتف، ولكنه يتطلب الاتصال بشكل دائم بالإنترنت، وتعتمد هذه التطبيقات على خرائط تحصل عليها من جهات متخصصة في إعداد الخرائط الإلكترونية مثل نافتيك وتيلي أطلاس، وبالنسبة للأشخاص، الذين لا يريدون دفع مقابل مالي نظير الحصول على خدمات الملاحة عبر الأقمار الصناعية، فيمكنهم الاعتماد على تطبيقات أبل وجوجل ونوكيا، التي عادة ما تتوافر بشكل مجاني على الهواتف التي تنتجها هذه الشركات".