أكد أمير منطقة مكة المكرمة أن مشروع تصحيح أوضاع الجالية البرماوية يعالج مشكلة أكثر من 400 إنسان، وذلك خلال تدشينه اليوم حفل البدء بتصحيح وضع الجالية البرماوية المقيمة في المملكة وذلك بمقر اللجنة المشكلة لتصحيح أوضاعهم بمواقف كدي بمكة المكرمة.

حيث كان في استقباله  لدى وصوله مقر الحفل وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة العليا الدائمة لمعالجة وضع البرماوية الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخضيري, ومدير عام متابعة تنفيذ الأحكام بالإمارة المشرف العام اللجنة عبد الله قراش.

واختتم أمير منطقة مكة المكرمة موقع التصحيح عبر اللوحة الإلكترونية, ثم قام بجولة على الموقع اطلع خلالها على الدور الذي تقوم به الجهات الحكومية المشاركة في التصحيح وآلية تنفيذ العمل, واستمع إلى شرح مفصل عن المهام التي يقوم بها فريق العمل والآلية المستخدمة في ذلك والإمكانات التي زود بها الموقع لتسهيل إجراءات التصحيح.

وحضر الأمير خالد الفيصل الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة, حيث بدء بتلاوة آيات من القرآن الكريم, ثم ألقى وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة العليا الدائمة لمعالجة وضع الجالية البرماوية الدكتور عبد العزيز الخضيري, كلمة رحب فيها بسمو أمير منطقة مكة المكرمة والحضور وشكر سموه على تدشينه حفل بدء التصحيح.

وأوضح أن استراتيجية منطقة مكة المكرمة التي أطلقها  أمير منطقة مكة المكرمة تقوم على بناء الإنسان وتنمية المكان, مشيرا إلى أن بناء الإنسان هو من أولويات اهتمامات  أمير المنطقة.

وعبر عن شكره  أمير منطقة مكة المكرمة على دعمه واهتمامه بالجالية البرماوية وتصحيح أوضاعهم وتحقيق حلمهم في حصولهم على أقامات نظامية وتمكينهم من الاستفادة من جميع الخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية والتعليمية وفرص العمل المتاحة, كما شكر فريق العمل والجهات المشاركة فيه على جهودهم المبذولة.

إثر ذلك شاهد أمير مكة والحضور فيلماً وثائقياً عن آلية التصحيح التي تمت وأعمال اللجنة والخطوات المتبعة في عملية التصحيح.

بعد ذلك ألقى مدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة السفير محمد أحمد طيب, كلمة فريق الدراسة أكد فيها أن عملية تصحيح وضع مجهولي الهوية من الجالية البرماوية بمنحهم إقامات نظامية بدون رسوم وتمكينهم من الاستفادة من جميع الخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية والتعليمية والعمل عملية غير مسبوقة على مستوى العالم, موضحا أنه على الصعيد الدولي سخرت المملكة دبلوماسيتها بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية للدفاع عن قضية هذا الشعب المسلم أمام المحافل الدولية لتمكينهم من استعادة حقوقهم الوطنية, وقد تم بفضل الله وبسبب هذه المساعي زيادة توعية المجتمع الدولي بقضية شعب الروهنجيا.

وقال  " إننا نعيش اليوم مشهداً متجدداً من مشاهد مجتمع الخير مجتمع الرحمة والتراحم ونشاهد صورة متألقة من صور الترابط والتكافل في مهبط الوحي ومهبط الإسلام في مملكة الإنسانية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله -", مبيناً أنه منذ نحو 65 عاماً بادر المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - مدفوعاً بالإرادة الإيمانية والنخوة الإنسانية باحتضان طلائع الفارين بدينهم من أبناء الشعب البورمي الشقيق الناجين من بطش السلطات الحاكمة في بلادهم وعلى مدى 3 عقود لاحقة, حيث استمر قدوم أفواج المهاجرين البرماويين وبأعداد متصاعدة تباعاً لزيادة معاناتهم واشتداد تنكيل وبطش سلطات بلادهم, لا سيما بعد صدور ما يعرف بقانون المواطنة المينمارية عام 1982م الذي ينكر حق المواطنة للمسلمين الروهنجيا ويعتبرهم أقلية أجنبية لا تنتمي للشعب البورمي.

ولفت النظر محمد طيب, إلى أن هؤلاء المهاجرين وجدوا في بلاد الحرمين الشريفين الملاذ الآمن والقيادة الرحيمة والشعب الودود, حيث يعيشون جنباً إلى جنب مع إخوانهم المواطنين و المقيمين.

بعد ذلك, سلّم سمو أمير منطقة مكة المكرمة أول إقامة تم إصدارها للمستفيد البرماوي كلامياه بعد تصحيح أوضاعه.

إثر ذلك ألقى الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز, كلمة قال فيها  " إنها لحظة من أجمل لحظات عمري هذه اللحظة التي أرى هذه المجموعة الكبيرة من إخواني المسلمين الذين تشرفنا بمجاورتهم في هذا البلد الأمين طوال سنين عديدة ونحن نأمل ونتطلع إلى اليوم الذي تصحح فيه أوضاعهم في بلدهم المملكة العربية السعودية, في هذه الساعة لا بد أن أتوجّه بكلمتي وبمشاعري وبفخري وباعتزازي لقائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - الذي لم يتوان عندما وضعت إليه وكان هذا هو أول مقترح ومشروع أرفع به لمقامه الكريم بعد تشرفي بمسؤولية خدمة هذه المنطقة إنساناً ومكاناً كانت عن تصحيح أوضاع المقيمين في الأحياء العشوائية ومعالجة وتطوير هذه الأحياء في مكة المكرمة فأمر حفظه الله بتشكيل لجنة وزارية مهمتها تطوير الأحياء العشوائية ومن أهم عناصرها تصحيح أوضاع البرماوية فله الشكر وله التقدير على حرصه حفظه الله على كل ما من شأنه خدمة الإنسان المسلم داخل هذه البلاد وخارجها".

وأضاف " أن مشروع تصحيح أوضاع هذه الفئة من الإخوة المسلمين البرماويين وتصحيح وتطوير ومعالجة أوضاع الأحياء العشوائية هي تجربة فريدة في العالم فهناك الكثير من المشاريع التي تحاول بها دول العالم بقيادة الأمم المتحدة لمعالجة أوضاع الأحياء العشوائية وهناك محاولات لم تتعد مستوى كلمة المحاولات أما مشروعكم أيها الإخوة في هذه البلاد فهو مشروع معالجة جذرية لهذه الأحياء العشوائية ومن ضمن ميزات هذا المشروع بأنه لا يقتصر فحسب على إعادة تخطيط وبناء وعمران هذه الأحياء بطريقة عصرية وإنما يعالج مشكلة الإنسان في هذه الأحياء وعندما يتسع هدف المشروع ليعالج مشكلة أكثر من 400 ألف إلى 500 ألف إنسان معالجة إنسانية معالجة صحية معالجة اجتماعية معالجة عملية ومعالجة تحضيرية".

وأردف أمير مكة  أنه عندما يشمل هذا المشروع كل هذه العناصر فإنه يمثل القيم والأخلاق الإسلامية التي يتميز بها إنسان المملكة قيادة وحكومة وشعبا, مشيرا إلى أن الدولة تكفلت بواسطة هذه المعالجة وبواسطة هذا التصحيح تكفلت بتطوير الأحياء وتكفلت برعاية إنسانها وتأمين الرعاية الصحية وتكفلت بتعليم شبابها وبناتها وتكفلت بتدريبهم للعمل وتأهيلهم للعمل وتكفلت أخيراً وليس أخراً بإيجاد فرص العمل عن طريق وزارة العمل والشركات العاملة في هذه المنطقة وهذا لا يتوفر في أي مشروع دولي أو عالمي أو طني في أي دولة أخرى إلا في دولتكم هذه في شعبكم هذا وتحت قيادتكم هذه, فهنيئاً لكم وهنيئاً لقيادتكم بهذا المشروع العظيم أهنئكم من كل قلبي واسم حولي اعتز وافخر بأنني سعودي ".

عقب ذلك كرم الجهات المشاركة.

حضر الحفل  الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي, وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي الإسلامي المعتمدين لدى المملكة.