أفضل ما يمكنك وصفه بـ"مرتادي" الكورنيش الشمالي الجديد بجدة، هو"الحكاية المسائية" التي تستطيع أن تعنون بها "إجازة الربيع"، فمنذ الأربعاء الماضي، وسكان جدة، والمصطافون القادمون من الخارج، لا يحبذون إلا التوجه صوب كورنيشها الجديد، الذي لا يزال يتربع على أفئدة الزوار.

"درجة الحرارة" التي تشهد تقلبات متغيرة في الأوقات الصباحية وما بعد الظهيرة، دفعت أغلب العائلات إلى تنفيذ "برامجها الاستمتاعية" في الفترات المسائية، التي تكون غالبا ذات أجواء معتدلة، مع نسمات من هواء الكورنيش وتلاطم أمواجه.

في فترة المساء، وتحديدا ما بعد الساعة الخامسة والنصف، تبدأ حركة السيارات بشكل كثيف في الانطلاق نحو "الكورنيش"، وهو ما يمثل نقطة الجذب الرئيسية للزوار.

أحد الزوار من مدينة الرياض قال "إن شكل ومنظر العروس في المساء يحمل طابعا مختلفا فهي حكاية"، وأضاف، أنه كان يرى صور الكورنيش الجديد من خلال منتيديات الإنترنت ومواقع التواصل، وكان جميلا، وعندما رآه على الهواء مباشرة، شعر أنه أجمل، من حيث التجهيزات وتهيئته بشكل عالمي ومرموق هو الأفضل، لم يكتف بذلك بل أشار إلى أن التنشيط السياحي سيرتفع صوب جدة بسبب كورنيشها الجديد.

موقع إلكتروني قدم خاصية جديدة لمرتاديه، فقد خصص موقع "شباب" على الإنترنت، بصور خاصة تحمل "اللمسات الفنية والجمالية" لجدة في المساء، تحوي المواقع السياحية المهمة "النافورة، مع تركيز أكبر على الكورنيش الشمالي"، إضافة إلى صور أخرى، بعدسة عدد من "الشباب الهواة" في عالم "التصوير الفوتوجرافي"، كجزء من المساهمة الشعبية لتسويق عروس البحر الأحمر سياحيا.

"بعيدا عن المفاضلة ما بين صباح ومساء جدة"، هكذا قال أحد أصحاب المطاعم التي تقدم وجبات شعبية للزوار في الكورنيش، يظل مشروع تطوير الواجهة البحرية أنموذجا فريدا لجذب المصطافين بل يمكنك أن تشاهد التنافس بين أهل المدينة وزوارها من الخارج، على مشاهدة الكورنيش، والاستمتاع بمرافقه وممشاه.

لا يتوقف أمر الكورنيش هنا بل تعدى ذلك إلى محيط آخر، وهو أن بعض الأسر ونظرا للازدحام الشديد، أضحوا يفضلون استئجار سيارات الأجرة، من منازلهم والعودة بنفس الطريقة، بهدف التخفيف من حدة اكتظاظ السيارات، وممارسة رياضة المشي فيه.