هناك ثلاثة تطورات حدثت في الأسبوع الماضي مرتبطة بالشرق الأوسط: واحد في الكونجرس، وواحد في واشنطن، وواحد في أسبن، كولورادو في مؤتمر مهم للسياسة.

في الكونجرس، أُجبر المتحدث باسم بنيامين نتنياهو، جون ماكين، على التخلي عن معارضته للجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة.

في أسبن، كولورادو، في منتدى أمن أسبن في 20 يوليو، الجنرال جيمس ماتيس، الذي تقاعد لتوه من منصبه كقائد للقيادة المركزية الأميركية التي تغطي غالبية العالم العربي، صرح: "دفعت ثمنا عسكريا-أمنيا كل يوم كقائد للقيادة المركزية لأن الأميركيين كانوا يعتبرون منحازين في تأييد إسرائيل. ... الوضع الحالي لا يمكن الاستمرار فيه" دون حل الدولتين. كما ذكر أيضا نظام الفصل العنصري "أبارتيد" وقال إن فرص حل الدولتين "بدأت تتقلص بسبب المستوطنات وكان وجودها".

في واشنطن في 30 يوليو، كان هناك تركيز على أن أول محادثات بين فلسطين وإسرائيل كانت اجتماعا بين كبير المفاوضين الفلسطينيين المخضرم صائب عريقات ووزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني. وزير الخارجية الأميركي جون كيري يقامر بإرثه حول "عملية السلام في الشرق الأوسط" التي تتطلب أن تنفذ إسرائيل ما تتطلبه المفاوضات مع الفلسطينيين. بالفعل، ابتلعت إسرائيل الحبة المرة التي اقتضت التصويت من أجل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين من أجل إثبات حسن النوايا.

ولكن بالرغم من الاجتماع القصير في واشنطن، ليست إشارة "حسن النية" الإسرائيلية هذه إلا "استعراضا"، وهناك تشكيك واسع بجهود كيري في الوساطة من أجل السلام. فقد سبق لإسرائيل أن أطلقت سراح سجناء من قبل. في 2003، أطلقت إسرائيل سراح 400 سجين فلسطيني، ولكن من أجل بادرة "حسن النية" تلك، أوقعت إسرائيل أضعافا مضاعفة من الانتقام –هجوم على جنوب لبنان في 2006 وهجوم في 2008-2009 على غزة، وكانت حصيلة الحربين معا مقتل أكثر من 1000 مدني في غارات جوية من ارتفاعات شاهقة.

بعد ذلك كان هناك تبادل للسجناء في 2011 مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي كان أسيرا في غزة. ولكن مرة أخرى انتقمت إسرائيل بسبب إطلاق سراح سجناء باغتيال القائد العسكري في حماس أحمد الجعبري في غارة جوية، وهو الشخص الذي قيل إنه كان وراء اتفاقية إطلاق سراح شاليط. بعد ذلك نفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية على غزة، مما أدى مرة أخرى إلى مقتل مئات المدنيين الفلسطينيين. جيرشون باسكين، الصحفي الإسرائيلي الذي كان المفاوض من القناة الخلفية مع حماس من أجل إطلاق سراح شاليط، أدان مقتل الجعبري في مقال له في صحيفة نيويورك تايمز في 16 نوفمبر 2012.

حاليا، هناك مخاطر لنتنياهو وإسرائيل. كيري قال للصحفيين مؤخرا إنه إذا لم تكن هناك محادثات سلام، فقد يواصل أبو مازن جهوده في الأمم المتحدة ويسعى لحصول فلسطين على عضوية جديدة في هيئات أخرى في الأمم المتحدة. ما يقلق إسرائيل أيضا هو الحملة الاقتصادية لمقاطعة البضائع الإسرائيلية، والمتعلقة بشكل خاص بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. كان قرارا هاما اتخذه الاتحاد الأوروبي بعدم تقديم أي منح أو عقد صفقات اقتصادية أو مشاريع مشتركة بين الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الإسرائيلية في المناطق المحتلة.

إسرائيل تحدت بحماقة الاتحاد الأوروبي وهي تمنع المساعدات الإنسانية في الضفة الغربية وغزة. هذا تسبب في موجة من الانتقادات ضد إسرائيل.

وهكذا فإن المعايير المزدوجة التي تستخدمها إسرائيل في التعامل سوف تجعلها خاسرة بدرجة كبيرة، وربما يكون هناك مزيد من العقوبات في المستقبل.

هذا يعيدنا مرة أخرى إلى الدعم الذي تتلقاه إسرائيل داخل الولايات المتحدة. المواجهة التي حصلت بين جون ماكين والجنرال ديمبسي انتهت بتراجع السيناتور جون ماكين بسرعة في معارضته لإعادة تعيين ديمبسي كرئيس لهيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي. لم يكن الخلاف حول إسرائيل بحد ذاتها، لكنه كان بقصد إجبار ديمبسي على الكشف عن نصيحته للرئيس الأميركي. السيناتور ماكين يريد عملا عسكريا أميركيا ضد إيران وسورية، ويؤكد أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل "لا تعتمد على الأمور المؤقتة التي تذهب وتأتي، أو السياسة أو الدبلوماسية"، لكنها دائمة وراسخة بسبب "القيم المشتركة" بين البلدين والتي لن تتغير مطلقا.

هناك تقارير بأن جون ماكين، الذي يدعمه اللوبي الإسرائيلي بقوة، تلقى تحذيرا من الدوائر العسكرية من خلف الستار التي طالبته بـ"التراجع" عن موقفه ضد ديمبسي. في 1948، حذر رئيس هيئة الأركان المشتركة، في حوالي 17 مذكرة من أن الولايات المتحدة سوف تتسبب في زعزعة كبيرة للاستقرار ومأساة عظيمة في حال اعترفت بدولة إسرائيل. تلك النصيحة لم يسمعها في ذلك الوقت الرئيس الأميركي ترومان، ولكن ربما الآن استيقظ العالم على حقيقة أن العقوبات وحدها من الدول الغربية سوف تجبر إسرائيل على البقاء على طاولة المفاوضات.