السؤال المباشر البسيط: حينما تفقد الثقة في قدرة (فرد) ما، على أن يكون جزءاً من منظومة عملك الإداري، هل ستقبل منه أن يعود من النافذة كي يكون جزءاً من المنظومة الأخرى، المسؤولة بالمواربة عن تطوير ما أنت مسؤول عنه وعلى رأس مسؤوليته؟ السؤال الأبسط، لتبسيط المسألة بعاليه، عندما تلفظ الإدارة الحكومية شخصاً ما، ثم تودعه بكياسة ولباقة، فماذا عساها أن تقول وقد أصبح هذا الشخص، أو الشخوص، على رأس المسؤولية في تطوير ما تعمل هذه الوزارة أو الإدارة ما هي في الأصل بصدده. السؤال الأكثر بساطة ووضوحاً: كيف يتقاعد الفرد من المنصب الرسمي ثم يعود مستشاراً أو مسؤولاً من الباب الخلفي ولكن في العمارة الملحقة.
أحسست الآن أنني لم أفهم ما كتبت بعاليه، وعليه لا يمكنني الجزم بأنكم أيضاً على فهم مما أكتب. (بلاش) السفسطة ولنأخذكم مباشرة إلى مثال بسيط من عشرات الأمثلة في جواب الأسئلة بعاليه. من هم الأفراد ومن هو صلب المنظومة الإدارية التي تدير اليوم مركز الملك عبدالله لتطوير التعليم، ومن هم كامل المنظومة المكتملة التي تدير مراكز (الموهوبين) في كافة المناطق السعودية؟ المعلومات أمامي بالأسماء والسير الذاتية تشير إلى أن رأس الأجهزة الإدارية في المنظومتين هم من كوادر الوزارة العليا التي قالت لهم ذات الوزارة قبل زمن: شكراً مع السلامة. عادوا بقدرة قادر على وظائف (المستشار) وعبر تحويلة بسيطة جداً خرجوا من طريق المطار القديم حيث موقع الوزارة، إلى المبنى الجديد لتطوير التعليم عبر الجسر المعروف إلى طريق خريص. ذات الكوادر الإدارية التي فشلت لثلاثة عقود في تغيير ورقة واحدة في صلب التعليم، عادوا ليكونوا المسؤولين عن تطوير ذات التعليم ولكن في شكل هيئة مستقلة. خذوا الأسماء والمناصب وتاريخ السيرة الذاتية ثم حاسبوني على هذه الحقائق. لم يقتل طموح التطوير والتغيير في وطني شيء أكثر من هذه الكلمة الساحرة في لفظ (المستشار) وظيفة سحرية يخرج منها (البيروقراطي) إلى المعاش براتبه التقاعدي ثم (نتعاقد) معه بضعف الراتب في هيئة لا تخضع لنظام مراتب الدولة. فهمتم شيئاً. حتى أنا لم أفهم.