في ليالي رمضان المبارك نشرت الصحف أن خلافاً دموياً نشب بين رجل وأشقاء زوجته.. حينما اكتشف أنهم جاؤوا ليأخذوها من منزله بسبب مشاكل متراكمة بينه وبين زوجته..

هؤلاء الأصهار - أو الأرحام - تشابكوا بالأيدي وامتد العراك إلى استخدام الأسلحة النارية وحدوث إصابات بينهم، وسالت دماء الأقارب خلال هذا الشهر الفضيل.. وشرطة ومستشفى وهيئة تحقيق وادعاء عام، وموال طويل!

المشاكل ولا شك موجودة في حياة الناس.. والحياة التي تخلو من المشاكل هي حياة أفلاطونية غير موجودة.. كل زوجين تحدث بينهما المشاكل.. لا تصدقوا ما تشاهدون في التلفزيون.. لا توجد حياة زوجية دون مشاكل.. إطلاقاً.. سواء كان الزوجان في سن الشباب، أو الشيخوخة.. الفرق في أمرين.. الأول نوعية وحجم المشاكل التي تتفاوت من مشاكل روتينية طفيفة لا تذكر، إلى مشاكل جوهرية.. والأمر الثاني كيفية حل هذه المشاكل وتجاوزها واعتبارها ملح الحياة.. أو على الأقل تجميدها عند حد معين؛ بحيث لا تصبح لها آثار سلبية كما حدث في القصة التي أشرت إليها قبل قليل!

على كل حال ألاحظ أن هذه النوعية من الأخبار العائلية الدموية بدأت تتكرر بين فترة وأخرى.. رغم كل هذا الضخ التوعوي.. محاضرات وندوات وخطب جمعة وبرامج تلفزيونية ومقالات.. كل هذا المخزون الهائل من التوعية وما نزال نقرأ عن زوج يقتل والدة زوجته.. رجل يقتل زوجته ووالدها.. شاب يقتل زوجته ووالدتها وشقيقتها.. هذه أخبار لم نكن نقرأها في السابق سوى في الصحف الواردة إلينا من وراء البحار.. هل هذه الحوادث طارئة لا تقوم بها الحجة على تحولات المجتمع، أم كانت موجودة، والفرق أنها بدأت تظهر على السطح؟!