في غمرة الأحداث المؤلمة التي يمر بها لبنان، تبقى بعض الإضاءات التي تنير الظلمة الحالكة التي تهدد استقرار هذا البلد الذي يعاني أزمات داخلية تضاف إلى أطماع العدو المتربص به شرا على حدوده الجنوبية.

فمسلسل الخرق الإسرائيلي للقرار الدولي 1701 لم ينته لا عبر الخرق المباشر، ولا عبر الخرق الأمني المتمثل في شبكة الجواسيس التي تنبت كالفطر في داخله، إلى أن وصل عدد الجواسيس إلى 150، حسب الإحصائية التي رفعها وزير العدل اللبناني إلى الأمم المتحدة.

في هذا الجو المقلق الذي يهدد السلم الأهلي اللبناني، انفتحت فجوة في الجدار، حيث قتل الجيش اللبناني ما يسمى بـ"أمير لبنان في فتح الإسلام" عبد الرحمن عوض الذي خلف شاكر العبسي في قيادة هذا التنظيم بعد أن انقطعت أخبار الأخير إثر معركة نهر البارد أواخر عام 2007. وهو أمر يسجل لقيادة الجيش والقوى الأمنية اللبنانية التي حاربت على أكثر من جبهة داخلية وخارجية، بإمكانيات أقل من متواضعة.

تفتح مطاردة عوض ومن كان معه والنيل منه مسألة القوى المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية في لبنان وفي المنطقة، كما تفتح ضرورة تسليح الجيش اللبناني الذي نادى به الرئيس ميشال سليمان، دون إلزام من الجهة المانحة في كيفية استخدام السلاح، وهو ما يفرض على اللبنانيين تلبية نداء رئيس الجمهورية ووزير الدفاع بالتبرع لتسليح الجيش وشراء السلاح بأموال لبنانية وليس بهبات ومساعدات مشروطة، تم التعبير عن مخاطرها في المواجهة التي جرت مؤخرا بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي في الثالث من أغسطس الجاري في بلدة العديسة الجنوبية.