تظن أحياناً أن "بعض" المسؤولين خلق بأذن واحدة لا تستخدم إلا في استماع المديح لجنابه أو الثناء على صرح إدارته..!
وتشعر أحياناً أن "بعض" المسؤولين لا يمتلك إلا عيناً واحدةً أقوى من عيني زرقاء اليمامة، لكنها لا تقرأ إلا الثناء ولا ترى إلا صور سعادته في الاحتفالات والمناسبات الرسمية، وتستطيع التقاط أي كلمة كتبت في الثناء على إدارته ولو كانت في صحيفة حائطية في مدرسة نائية..!
لن أقول بأن الناجح هو الذي يسمع كل الأصوات، ويرى كل الألوان، ويستفيد من كل الآراء في عمله؛ لأن هذا الكلام من المعلوم بالضرورة، ولا يجهله إلا "طفل" أو رجل بعقل طفل، بل ولا يتجاهله إلا "أناني" أو رجلٌ أعماه كبره عن بقية الصورة.
..وبما أن التفاؤل كله خير.. وبما أن التفاؤل مبعث سرور.. وبما أن الإنسان يحب السرور أكثر من أي شيء.. حاولت أن أميل إلى السرور وأن أهرب من الكدر.. لذلك نبشت عن نورٍ بسيط وسط الظلام لعلي: أتفاءل.
وجنوحاً إلى التفاؤل سأعتبر تعليق مدير عام الجمارك السعودية صالح منيع الخليوي بارقة تفاؤل، حتى ولو كان تعليقه على الجانب الحسن في مقال الزميل القدير الدكتور فواز العلمي هنا في "الوطن" بعنوان (نزاهة "الجمارك السعودية" في "خواطر" رمضان).
ما يدعو للتفاؤل أن المسؤول الكبير في الجمارك اطلع على المقال في الجريدة بنفسه كما يقول وليس العلاقات العامة لديه، وأن التعليق كتب باسم أعلى مسؤول في الإدارة، وأن القراءة وكتابة التعليق وإرساله ونشره لم تستغرق سوى أسبوع فقط.
كل هذه دوافع.. تجرنا قسراً إلى خانة التفاؤل حتى لو رأى البعض أن التعليق كان تأييداً للثناء على الجمارك في المقالة، وحتى ولو قال البعض إنه كتبت مقالات وتقارير عديدة تنتقد أداء الجمارك إدارة أو أفراداً، ولم ترد أو تعلق عليها ولم يتغير حالها؛ لأنه ـ ربما ـ لم تكن "الجمارك" تتابع الصحف قبل مقالة الزميل العلمي فكل ما قبلها لم تطلع عليه.. وربما أنها بدأت صفحة جديدة بعد المقال.
(بين قوسين)
لنتفاءل.. وندع كشف المستور لقادم الأيام فهي الأجدر والأقدر على كشف صدق "التفاؤل" بالمسؤول..
لنتفاءل.. من أجل التصدق على نفوسنا بالسرور.