الناس في صيام وقيام، وفي هدوء وتأملّ، وفي روحانيّة وتدبُّر، وقنوات الشعر الفضائية في صدح وردح.

من يدير الـ"ريموت كنترول" الرمضاني على عشرات القنوات الفضائية الشعرية يرى عجباً لا يحتاج إلى رجب.

الجميلة والمتوازنة من تلك القنوات هي التي لا تدق طبلاً، ولا تصطف إلى صفّين، وأعني قنوات الشعر النبطي، التي ليس بها فنون العرضة والقلطة، ولكنها تظلّ أفضل السيئين، ولا أدري بأمانة: هل هذا الوصف مني، مدح أم ذم؟

بعض قنوات العرضة والقلطة تتعامل مع رمضان بشكل مضحك، إذ تخصص نهار الصوم لأحاديث وتلاوات ونقاشات معمّقة في الشأن الديني، وما إن تنتهي صلاة التراويح حتى يبدأ الردح، وكأن ليل رمضان مفتوح الاحتمالات بالنسبة لها.

أقول البعض من تلك القنوات، وأما البعض الآخر فيبدو أن رمضان لا يعني لها أكثر من شهر روحاني، لا يمنع من نقل الصلوات فقط، والمواصلة الدائمة للردح، ليلاً ونهاراً.

مشكلة المشاكل، وإذا أردنا أن نضع مسألة خصوصية رمضان جانباً، ونتجاوزها، فإن ما تعرضه تلك القنوات المتخصصة في الشعر وفنونه، من عرضة إلى قلطة إلى نبطي، لا يقدم شعراً جيداً، أو فناً حقيقياً، أو إبداعاً فعلياً، يُنمي الذائقة، ويطورها، فلا هُم تركونا نصوم، ولا صاموا، ولا قدموا إبداعاً حقيقياً.

بدأ رمضان بالنسبة لهم فبدأ الردح، وسينتهي رمضان ولن ينتهوا.

أهم ميزة لفضائيات الشعر تلك ـ ومن نهج نهجها ـ في رمضان وغيره، أنها تعلمنا قيمة الصبر على المصائب، والاحتساب.. والله مع الصابرين.