بينما يشكو عدد من مرتادي مساجد منطقة البلد بجدة من ضيق مساحاتها وانتشار الباعة الجائلين في ساحاتها، ولا سيما في أوقات الصلوات، مشيرين إلى أن بعضها متهالك، وأئمتها من المقيمين، أكد مدير الأوقاف والمساجد بمحافظة جدة، فهيد بن محمد البرقي، أنه توجد رقابة مستمرة على كافة المساجد، مشيرا إلى وجود صيانة دورية لمرافقها. وأوضح في تصريح لـ"الوطن" أنه يوجد نحو 2100 مسجد وجامع في جدة، لافتا إلى أنه تم رصد 150 مسجدا وجامعا منها ما يحتاج لصيانة، وأخرى تحتاج لترميم. وأشار إلى وجود مراقبين لمراقبة المساجد ميدانيا، لمعرفة المخالفات التي قد تقع من بعض الأئمة والمؤذنين، كالتأخير وعدم الحضور للمساجد، وتزويد الإدارة بتقرير مفصل بما يحدث من مخالفات.


مراقبة المساجد

وأضاف أنه يوجد مراقبون شرعيون للعناية بالمساجد وتقييم الأئمة والمؤذنين، ملمحا إلى وجود لجنة استشارية فرعية لشؤون المساجد تدرس كل ما تم رصده من مخالفات وملاحظات من قبل الأئمة، مبينا أنه يتم التعامل معها وفق اللوائح المعتمدة لنظام الأئمة والمؤذنين. واعتبر أن سوء استخدام مرافق المساجد من قبل بعض المرتادين أمر معتاد عليه في كافة المناطق، نافيا تحميلهم إصلاحها.

وبين أنه توجد 6 فرق للصيانة، وفق عقود دورية مع مؤسسات متخصصة في هذا المجال، تعمل على صيانة ونظافة مرافق المساجد.

وبالنسبة لسيطرة الباعة الجائلين على ساحات ومداخل المساجد، أكد المتحدث الرسمي لأمانة محافظة جدة، الدكتور عبد العزيز النهاري، أنه يوجد 10 مراقبين متخصصين للقضاء على هذه الظاهرة.

ولفت إلى وجود تعاون مع الشرطة والجوازات للتبليغ عن هؤلاء الباعة المخالفين، مؤكدا وجود حملات مستمرة للبلديات الفرعية على الباعة الجائلين، سواء في ساحات المساجد أو في الأسواق.

وذكر أنه تمت مصادرة كميات كبيرة من البضائع التي يعرضها هؤلاء للبيع، لافتا إلى أنه في حال مصادرة مواد غذائية صالحة للاستهلاك يتم تحويلها إلى الجمعيات الخيرية، فيما تتلف غير الصالح للاستخدام الآدمي. وحمل المواطنين جزءا من المسؤولية في انتشار ظاهرة الباعة الجائلين، وذلك من خلال الشراء منهم، مضيفا": الشراء منهم يعد تشجيعا لهم على الاستمرار"، مطالبا المواطنين بالتعاون مع الجهات المختصة والأمانة في مكافحة هذه الظاهرة.


جولة ميدانية

وفي جوالة ميدانية على مساجد متفرقة في باب مكة بمنطقة البلد رصدت عدسة " الوطن " تكدس المصلين في المساجد لضيق مساحتها الداخلية، واستغلال الباعة المتجولين للمساحات الخارجية الواقعة أمام أبواب المساجد لعرض بضائعهم المتفرقة بعيدا عن رقابة الأمانة. وأشار عادل المالكي، أحد المصلين، في حديث لـ"الوطن" إلى أن بعض المساجد الموجودة في منطقة باب شريف وباب مكة والأسواق الشعبية مهملة، حيث لا توجد لها صيانة أو توسعة. وألمح إلى لجوء المصلين للساحات الخارجية، لافتا إلى أن الباعة الجائلين يزاحمون المصلين فيها، خاصة في صلاة الجمعة.

وحمل إدارة الأوقاف المسؤولية في عدم صيانة تلك المساجد والاهتمام بها، بالإضافة لسماحها لأئمة من المقيمين سواء من الجنسيات الأفريقية أو الآسيوية بإلقاء خطب الجمعة، وتناولهم مواضيع مخالفة. ويوافقه الرأي المتسوق سعيد باطرفي الذي اعتاد كل نهاية أسبوع زيارة باب شريف، حيث تذمر من كثرة عدد الباعة الجائلين المستغلين للساحات الخارجية للمساجد في منطقة البلد. وتساءل عن غياب الجهات الرقابية وعدم مكافحتها تلك الظاهرة، لافتا إلى أن معظم هذه المساجد لها تاريخ عريق، مستنكرا عدم الاهتمام بها.