حذر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من حل أجنبي في حال فشل اليمنيون في التوصل إلى حلول للأزمات التي تعصف ببلادهم. ودعا خلال كلمة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي استؤنفت فعالياته أمس، المتحاورين إلى الأخذ بعين الاعتبار ضرورة التوصل إلى حل بنكهة يمنية قبل أن يتم فرض حلول من الخارج للحيلولة دون دخول البلاد في حرب أهلية. وقال "من الضروري أن نستحضر في كل لحظة أننا دخلنا هذه القاعة لنخرج منها بحلول يمنية الصنع وطنية النكهة لمشكلاتنا التاريخية المزمنة وليس بمزيد من الأزمات والمشكلات، وكلما تمكنتم من وضع الحلول المناسبة والصحيحة فإنكم تكونون بذلك قد وفرتم على أنفسكم حلولا ستأتيكم من الخارج الذي حسم أمره باتخاذ قرار دولي بالحيلولة دون نشوب صراع أو حرب في هذا البلد". واعتبر هادي انعقاد جلسات المؤتمر التي ستستمر في المرحلة الأولى لأسبوعين كسرا للكثير من الحواجز النفسية التي صنعتها أزمات السنوات الماضية، وخاطب المؤتمر بقوله: "أنتم هنا رفقاء حل، لا فرقاء صراع، يجب أن نتعلم ونتدرب على قبول بعضنا بالآخر، ومن المهم تقديم التنازلات لبعضنا البعض مهما كانت مؤلمة".

وألقى ممثلو الأحزاب والكتل السياسية كلمات عبرت عن حجم الانقسام في الأفكار والرؤى السياسية لدى الأطراف المتحاورة، حيث شدد ممثل الحراك الجنوبي خالد بامدهف على ضرورة الاستماع إلى صوت الجنوب المطالب بحق تقرير المصير واستعادة دولته التي كانت قائمة قبل قيام دولة الوحدة عام 1990. وقال في كلمته "أبناء الجنوب انتظروا هذه اللحظة الفارقة في التأريخ لمخاطبة المجتمع الدولي للتأكيد على خياره في تثبيت حق الجنوب في تقرير المصير واستعادة الدولة المستـقلة"، مشـيرا إلى أن الحـرب التي شنها الرئيس السابق علي عبدالله صالح ضد الجنوب "أنهت الوحدة وحولت الجنوب إلى أرض مستـباحة، وتعاملت مع شعـبه بدونـية".

من جانبه أكد الأمين العـام للحزب الاشتراكـي ياسـين سعـيد نعمان أهمية أن يولي المتحاورون القضية الجنـوبـية اهتمامهـم الأول، وأن يبقي مؤتـمر الحـوار أبواب الاتصـالات مفـتوحة مع من تبقى من قـوى الحـراك الجـنوبي لضمان مشاركتها في الحوار.