نطمئن من هنا.. ونرتعب من هناك..

بعد الرعب الذي أحدثته العاملات المنزليات الإثيوبيات بإسرافهن في الجرائم ضد الأطفال وضد أنفسهن؛ يزداد الطين بلةً، وينهار مستوى ثقة المواطن ببعض الجهات الحكومية التي تتعامل مع الوافدين وإجراءات استقدامهم؛ حين يعلم أن الشرطة الفلبينية أعلنت عن القبض على مواطنها، أحد أبرز قادة جماعة إرهابية، بعد عودته من السعودية حيث كان يعمل "كهربائياً" في الرياض منذ عام 2006 ودخلها بجواز سفر مزور..!

الفلبيني العائد من السعودية بعدما قضى فيها 7 سنوات بمهنة كهربائي يدخل بيوتنا ويخالطنا، كان حسب إعلان الشرطة الفلبينية أحد قادة جماعة "أبوسياف" الإرهابية التي تقاتل حكومة مانيلا في الجزر الجنوبية من الفلبين، ويسمى صالح بازال طيب وكنيته أبوحسني، وقد امتهن زوراً مهنة كهربائي باسم مزور هو "البشير صالح"، وهو مطلوب أمنياً منذ قيامه في عام 2001 بعدة جرائم اختطاف في بلاده، ثم غادرها عام 2006 بجواز سفر مزور إلى السعودية، فوجد الأمن والأمان..!

هذا الخبر "صعقة" كهربائية لجهات اكتشفت أنه من السهل تجاوزها بالتزوير، ولا بد أن تعيد حساباتها، وصعقة أخرى لنا كمواطنين بأنه ليس كل من يدخل بيوتنا عامل صيانة أو خادمة أو سائق بل ربما يكون "مجرما" متنكرا بزي غيره، يجب "الحذر"!

ليس من المبالغة أن نقول إنه أمر "مرعب".. فمن يتهاون في سفك دماء أبناء جلدته، لن يرحم الغريب إذا غضب منه ولو لسبب بسيط أو خلاف عادي.. تهاونا في العاملات المنزليات الإثيوبيات فأصبح لدينا رقم لا يستهان به من القبور الصغيرة في كل مدينة!

أوقفنا الاستقدام من إثيوبيا لنبطل مفعول القنابل الموقوتة، لكن ما زال عدد من تلك القنابل في منازلنا لا ندري متى تنفجر بأطفالنا.

(بين قوسين)

التفاعل يشعرك أنك لا "تنفخ في قربة مشقوقة".. وهو قليل من الجهات الحكومية.. وزارة العمل تفاعلت مشكورةً مع مقالي "رواتبنا.. لا تكفي"، وأكدت أنها أجرت مفاوضات مع 10 دول لاستقدام العمالة المنزلية بهدف تأمين خيارات متعددة أمام المواطنين الراغبين في الاستقدام، سواء من دول جنوب وشرق آسيا أو بلدان أفريقية أخرى.