تعددت المشاركات الثنائية في الأعمال الرمضانية لهذا العام، فمسلسل "أبو الملايين" يجمع الكبيرين ناصر القصبي وعبدالحسين عبدالرضا، ومسلسل "هذا حنا" يجمع عبدالله السدحان ومحمد العيسى، وعربيا يجتمع الفنانان الكبيران عادل إمام وحسين فهمي في "العراف" وسعاد عبدالله تعود لتقف أمام حياة الفهد في "البيت بيت أبونا" منذ سنوات، لكن هل هذه الثنائيات الفنية ستسهم في إثراء الدراما العربية وخاصة الخليجية التي تعاني منذ فترة ليست بالبسيطة من عيوبها المعتادة وفي مقدمتها غياب النص الجيد والملهم؟!

للأسف فإن بعض الأعمال الكوميدية خاصة السعودية هذا العام غلب عليها التصنع والمبالغة إلى درجة أنها تبكي ولا تضحك، والسبب أنها منذ سنوات اعتمدت على ما يطلق عليه المنتجون السعوديون "ورش النص" التي أراها سبب "نكبة" هذه المسلسلات، فلا يوجد كتاب محترفون ولا يوجد نص يعتمد على قصة واقعية أو غير واقعية قادرة على انتشال المشاهد من حالة "التبلد" التي أصبحت ترافقه في كل مكان. إنها ورش نص تعنى بتقصي ما تنشره الصحف من قضايا وتعالجه، فانتقلت الأخبار والقصص الصحفية إلى التلفزيون ولكن بشيء من المعالجة الدرامية السيئة والمزعجة!

ولكي يخرج المنتج بهذا العمل "الصحفي التلفزيوني" يلجأ إلى خيار "الحلقات المنفصلة" التي تزيد الأمر سوءا وتجعل العمل مفككا، فتارة تظهر لنا حلقة هادفة ثم تظهر حلقة أخرى بدون أي عنوان!

وللأسف أيضا، نجد أن هناك من احترفوا "الكتابة التلفزيونية" بعد أن أبدعوا في الصحافة، وليس لزاما عليهم أن يبدعوا في غير مجالهم، فنجد أن نصوصهم الدرامية لم تظهر بالشكل الذي يرضى عنه الجميع!

أعقتد أن أكثر المتضررين من هذه النصوص هم فنانون حاول منتجون أن يظهروهم في عمل واحد، وذلك من باب جمعهم للظهور على الشاشة معا، ومن أجل الترويج لهذه الأعمال بأغلى الأثمان وجلب دعاية كبيرة لها، في ظل فقدان أهم الأدوات الدرامية التي تساعد على نجاح العمل! فلا تستغرب أن أقول إننا في هذا الموسم لم نشاهد دراما حقيقية بل "ركام" من "التهريج" ملبد بغيوم من الإعلانات، كما تقول نشرات الطقس!