يتحدى (العزيزان) جداً لنفسي وحياتي، أن أكتب معلقاً على (الهاشتاق) الدائر (الراتب ما يكفي الحاجة)، ويزيد الأثير الثالث مرسلاً: ع. علي، لن يكتب لأنه لا توجد حرية للصحافة. والرد الجاهز مني لدائرتي الخاصة على (الواتس) أن السؤال الذي يجب أن يكون عليه هذا الهاشتاق: لماذا فشل بعض (السعودي) في أن يكفيه الراتب؟ والمضحك أن ثلاثي هذا التحدي هم طبيبان ومهندس، وبرواتب مجزية في بدء الحياة لو أن هناك شيئا من (الدبرة). مشكلة (بعض) السعودي من مثل هؤلاء أنه يريد دبي وباريس وأربعة أجهزة جوال في العام الواحد وشقة منفردة بمدخل خاص ومئتي وجبة من أيام العام خارج المنزل. ومثل ما قال لي أخي (أبوغالب) في فزعة تعليق على هذه الدردشة (ويريد أيضاً سيارة "سبورت" فلم أعد أشاهد موديل 2007 معي في الشارع). أين تكمن حرية الكتابة لمن يتحداني أن أكتب؟ تكمن الحرية في هذا التحدي لو أن هذا (الهاشتاق) مفروز ببصمة تدل على وظيفة المتداخل ودخله الشهري. أما أن يكون الطبيب والمهندس على رأس الدردشة السفسطائية فهذه مشكلة عقل لا مشكلة حساب بنكي. وإلى (الأسمياء) المتداخلين من خاصتي فسأقول بالمكشوف: إن ثمن قهوة البرجواز بعيد المغرب قد يكفي لوجبتي يوم كامل لعائلة لا تشم رائحة الراتب. وحين تتحدثون عن (البطالة) فسأبصم معكم بالعشرة أن نسبة 12% من مجموع الشعب على قائمة البطالة ليست في الوصف بأكثر من مهزلة يتحملها القطاعان العام والخاص، ولكن: سأقول أيضاً إن ثلث طلابنا المقبولين في الجامعات لا يكملون الجامعة تواكلاً وكسلاً وإهمالاً ثم يتأففون من شروط حافز. سأقول لكم إن طبيب الأسنان الذي لم يجد عملاً ليس إلا فضيحة تخطيط في بلد به عشرون ألف طبيب أسنان مستقدم. أما المعادلة الرياضية في قسمة إنتاج النفط على عدد السكان فهذه أيضاً فضيحة عقلية أربأ بطبيب ومهندس أن (يحسباها) بهذه المعادلة الصبيانية. تقولون لي في آخر دردشة (إن قرصي في السمن)... أعترف ولكن بعد خمسين عاماً من الكفاح و"البهدلة" والدراسة والغربة.