وصف مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ خروج النساء من منازلهن والوقوف في الشوارع بغرض الاعتصام أو الاحتجاج بأنه "خطأ وشر كبير وليس له أساس من الصحة"، مؤكدا أن الذي يحصل في البلاد العربية ما هو إلا فتن وسفك للدماء وضياع الأمن، فيما وصف "القاعدة" بأنها منظمة تهتم بالقتل وتحث على الاغتيالات وسفك الدماء وتدمير البلاد وزعزعة الأمن في إشارة إلى بعض الذين يغررون بالشباب.

وأجاب المفتي خلال تعقيبه على الندوة التي ألقاها وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف الدكتور توفيق السديري أول من أمس بعنوان "التوحيد وآثاره في تحقيق الأمن"، حول كيفية المحافظة على الشباب من الأفكار الهدامة بقوله "تحصينهم بالتربية الصالحة والدعوة الصالحة" من خلال إعدادهم وتعليم الأبوين لهم أثناء تنشئتهم على الخير منذ الصغر، وأن يكون الأب قدوة لهم في الخير.

ووجه المفتي المعلمين والمعلمات الذين سلمت أفكارهم واستقامت طرقهم وأيضا وسائل الإعلام وحتى أفراد المجتمع وطلبة المساجد وطالبي العلم وحتى المناهج الذين يدرسون منها أن يشاركوا في تنشئة الشباب، مبينا أنهم يحملون على عاتقهم أيضا مسؤولية التربية وتنشئة الشباب بالطريقة الصحيحة التي تبعدهم عن الأفكار السيئة والهدامة وتجعلهم يسلكون طرقا صحيحة.

وقال المفتي إن الأحداث التي جرت الآن في المجتمعات من زعزعة للأمن واضطراب الأحوال وسفك الأموال وانتهاك الأعراض وتشريد المواطنين ما هي إلا "جحود للنعمة، بدأت بشرارة الفتنة"، مبيناً أن هذه الفتن دخلت فيها البدع، وإن وضع مثيري الفتن أصبح خطيرا وشرا لأنهم قد فرقوا الناس بالأموال، وقد تسببت هذه الفتن بالاضطراب من خلال التحررات الفكرية والنزاعات والتخطيطات التي وصفها بـ"غير السليمة وغير المستقيمة"، أدى إلى وقوعهم فيما وقعوا فيه من ضياع، ودب الفوضى وإشعال النار وجعلوها في أيدي بعض الخونة الذين من خلالهم أوقعوا الناس في بعضهم بعضا.

وبين المفتي معنى "الإمام جنة" في رده على سؤال بعض بقوله "تستنون المعنى"، أن الإمام هو واجهة المجتمع وقاضيه، لافتا إلى أن وجود القائد الحاكم الذي بويع بطلب واختيار هو "جنة الأمة وحصن الدار ووقاية لها" بحسب قوله، وأن وجوده يذهب الله به البلاء ويحقق الخير ويحفظ على الأمة أمنها واستقرارها.

وأضاف أن المناصحة لها طرق بداية بالدعاء قبل كل شيء والتوجيه بالخير وإتباع طرق المناصحة المناسبة، أما التحدي والتشهير والنبذ فتثير فتنا ولا تحث على خير.

ووصف آل الشيخ الذين يدعون المناصحة عبر بعض وسائل الإعلام بأنهم يبثون الكذب والشقاق ويشيعون الفرقة وتأليب الصف.

وحول بعض الذين يحثون الشباب على الانضمام إلى تنظيم القاعدة، أكد المفتي أن القاعدة منظمة تهتم بالقتل وتحث على الاغتيالات وسفك الدماء وتدمير البلاد وزعزعة الأمن، مبيناً أن المسلم هو من يحث على الخير وتوحيد الكلمة وحفظ الدماء، لا الذي يبث الفوضى ويحث على الشر وزعزعة أمن البلد ونشر البدع.

واتفق المفتي في تعقيبه على ما ذكره الدكتور توفيق السديري عن أن الأمن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى النهوض باقتصاد البلد، وأنه بضياع الأمن يضيع بالاقتصاد وبالبلد، محذرا من الاستماع إلى كل ما يثير الفتنة أو يسبب الفرقة وتشتت الأمة.