تقول الباحثة الفرنسية "أنيتا إيرلاند" في نهاية بحثها العلمي الرصين، الذي استغرق سنوات طويلة من عمرها: "إن الميل نحو اليسار، يجعل برج "إيفل" يبدو أصغر حجماً"! هذا البحث رغم "سخافته"؛ إلا أنه وبالمشاركة مع بحوث علمية أكثر سخافة؛ حصل على جائزة "نوبل" العام الماضي، ولكن بالمقلوب!
غالباً ما ارتبطت جائزة "نوبل" بفروعها الأساسية الأربعة بإبداعات العقل البشري، وعلى تقديرها لإضافات علماء كبار، قدموا الكثير لبني جنسهم، مما جعلها تتصدر بجدارة قمة الجوائز الدولية، بينما على الجهة المقابلة علماء وباحثون آخرون ضلوا السبيل، وأفنوا وقتهم وجهدهم بالعمل الدؤوب على تجارب "سخيفة"، ذات نتائج أقل ما يطلق عليها بأنها: "تافهة"!
غير أن المجلة الأميركية Improbable Research التقطت هذا الخيط، وتبنّت تنظيم حفلٍ سنوي لتكريم الفائزين بجوائزها لأسخف الإنجازات العلمية، وكان أن أطلقت عليه جوائز "Ig Noble"، وهما مقطعان إن جمعا في كلمة واحدة فإنها تعني: "دنيء، منحط"! بحيث تكون مقاربة ساخرة للجائزة الأشهر والأكثر احتراماً "نوبل"، وتمنح هذه الجائزة للعلماء والباحثين ممن يقدمون إنجازات علمية غريبة تبعث على الضحك، ولكنها – وهذا هو الأهم - بعد أن تضحكك؛ تجذبك وتجعلك تفكر وتتأمل فيها بعمق! وللعلم فإن قائمة الفائزين بالجائزة طويلة ومثيرة، ذلك أنها منذ بدايتها عام 1991؛ وهي لا تزال تبهرنا بكل غريب وعجيب، كالبحث الذي قارن المجال المغناطيسي بين الضفادع ومصارعي "السومو"! لكن الأجمل في ذلك أن من يقدم الفائزين ويسلمهم جوائزهم؛ هم فائزون حقيقيون بنوبل الحقيقية!
صراحة بحثت بجدٍ عن اسم سعودي واحد ضمن قوائم الفائزين بهذه الجائزة الغريبة، ولكنني لم أجد أحداً، بعد أن كنت موقناً أننا بعيدون جداً عن "نوبل" الأصلية، ولكن يبدو أننا لا في "العير" ولا في "النفير"!