أوضح الباحث في الشؤون العسكرية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى جيفري وايت أن الجيش السوري "يظهر علامات تشقق وضعف متزايد بسبب الإجهاد الشديد الذي يتعرض لها بعد عامين من بدء الثورة". وقال وايت الذي سبق أن عمل في المخابرات العسكرية الأميركية وعاد مؤخرا من رحلة في المناطق السورية المحررة "نلاحظ الآن ضعفا متزايدا في القدرات القتالية للجيش السوري.. هناك محاولة من النظام لتجنيد أعداد أكبر لتعويض الانشقاقات الكبيرة التي حصلت في القوات المسلحة، وهناك دلائل تشير إلى أن التجنيد يحدث بالإجبار في حالات كثيرة كما أن رجال الدين التابعين للنظام يقومون بحملات مكثفة بضغط من النظام لحمل الشباب على الانضمام للقوات المسلحة".

وأضاف وايت أن قدرة الجيش السوري على الاحتفاظ بنقاط التفتيش والدفاع عن مواقعه في مناطق التماس مع المعارضة تراجعت على نحو ملحوظ. وتابع "تنتشر الآن مشاهد تشييع الجنود الذين قتلوا في المعارك مع الثوار، وهذا يؤدي إلى إحباط من بقوا حاملين للسلاح، وإلى ميل الجنود المحبطين إلى الهرب من الخدمة، وكل تلك مؤشرات على أننا ربما لا نبعد كثيرا عن لحظة الانهيار الكبير للجيش السوري".

وقال وايت "هذا الجيش كان معدا بصورة جيدة ويتمتع بقدر ملموس من الانضباط والتنظيم. ولكنه لم يكن مهيئا لخوض هذا النوع من المعارك التي يخوضها الآن مع الثوار. وأعتقد أن هناك عشرات الوقائع التي تدل على أن هناك حالة عامة من الارتباك"، وأشار إلى أن الجنود السوريين الذين قتلوا في العراق مؤخرا "كانوا في واقع الأمر فارين من موقعهم العسكري في الشمال الشرقي، وقد عبروا إلى العراق لأنهم شعروا باقتراب قوات الثوار من موقعهم، ولكنهم قتلوا بعد ذلك على الأراضي العراقية".

وذكر وايت أن قوات المعارضة المسلحة غير منظمة بالقدر الكافي بعد، وأن المجلس العسكري الأعلى ليس مؤثرا على النحو الذي توقعه. وتابع "إن نقص الأسلحة والذخائر هو أحد أبرز ما لاحظت. ولكن الأمر الذي يفوقه وضوحا هو الشعور بالازدراء لدى المقاتلين في المعارضة والمدنيين في المناطق المحررة تجاه المجتمع الدولي.. إنهم يشعرون بالمرارة تجاه ما يرونه تخليا من المجتمع الدولي لاسيما الولايات المتحدة عن مساعدتهم بالقدر المناسب".