تؤكد الفنانة التشكيلية غادة الكندري، في معرضها الذي اختتم أمس، في "جاليري تلال" بالكويت "أنه رغم الصدمات والانتكاسات والعواصف التي نمر بها ما زال هناك قلب ينبض ورئة تتنفس وطحال ينقي الدم". المعرض الذي اشتمل على 42 لوحة، تنوعت بين "الأبيض والأسود، الأبيض والأحمر، الأحمر والأسود" وبأحجام مختلفة منها ما تجاوز المتر ومنها الأقل، صاحبته أمسية موسيقية قدمها الدكتور في المعهد العالي للفنون الموسيقية المصري سامي جمعة.

"الوطن"، تجولت في المعرض، وكانت أعمال الفنانة تتمحور حول المرأة والعلاقة من خلال رسم الشخوص وما يربطها من قلب ورئتين وأمعاء وغيرها من ارتباطات إنسانية، كان للمحبة النصيب الأكبر في إيضاح القلب وربطه بالإنسانية، استطاعت تحقيق المعادلة الجمالية الصعبة لتزاوج الحس الروحاني مع المنطق العقلي فجمعت بين الباطن والظاهر ووحدت بين التلقائي والمنظم.

فالعامل الشخصي النفسي له أثر كبير وعميق في تجربتها الفنية ومن الوهلة الأولى تكون موضوعاتها وتشكيلاتها لغرابة الرموز البشرية المختلفة وكذلك كتاباتها غير المألوفة على سطح العمل والتي تصل إلى حد اللامعقول، فمزجت بين الشكل والنص بعضها صوتي الدلالة والآخر تصويري مشع بحيوية كامنة وديناميكية داخلية تخرجه من حالة السكون.

ورغم أن أعمالها مرآة تعكس ملامح صورتها الذهنية الحقيقية، فهي وعاء مليئ بالانفعالات تأتيها من كل المواقع لتأخذ ما تؤيد وتلقى جانبا كل ما يأتيها من خارج حسها، فتشعر أنها أقدر من أي إنسان في الحكم على قيمة أعمالها فتحصل على احترام ذاتها لذاتها.