وصف إمام وخطيب المسجد الحرام عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد مرحلة الشباب بأنها "أدق وأجمل وأمتع وأخطر مراحل الحياة" مضيفا "لا يدرك ذلك إلا بعد مغادرتها". وقال في محاضرة بعنوان "شبابنا المسلم والتطلعات" نظمتها الأمانة العامة لمناسبة المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية، أول من أمس بفندق "المريديان" في المدينة المنورة: إن المجتمعات اهتمت بالشباب بهدف بنائها. وتناول ابن حميد في محاضرته عدة محاور منها، خصائص الشباب، معتبرا أن الشاب بـ"طبيعته اجتماعي لديه طاقة للتغيير والتشكيل"، مؤكدا أن "الشاب ناقد لا يقبل الضغط والقهر"، مستشهدا بأن جميع أتباع الأنبياء كانوا من الشباب، فهم من لديهم "نزعة التحرر والتضحية والتفكير في الخيارات ومنها الثروة والمستقبل والزواج".

وأشار في المحور الثاني عن التطلعات وضوابطها، كونها هي التي تعطي معالم وطموحات واقعية وغير واقعية، وهي ما يحتاجها شبابنا، ومنها من داخل المجتمع وتكون واقعية ونابعة من الأصول والقيم، على أن تكون تلك التطلعات مباحة ومشروعة، ولا تكون تقليدية ومجردة. وأضاف أن "التطلعات والهوية حقيقة مطلقة"، معتبرا أن الهوية جوهر الشيء وحقيقته، وغالبا ما تكون للهوية ثوابت، كالشجر لها أغصان، ولكن لا تتغير، فهوية الأمة صفاتها التي تعتز بها (حسب ابن حميد). واستشهد بهيمنة الدول الكبرى وفرض هويتها من خلال لغتها ولباسها وثقافتها بجميع أطيافها. وطالب بتشكيل هيئة عليا "تعمل على التعاون والتنسيق والانفتاح، مع ضرورة الاهتمام بكل عوامل الحفاظ على هويتنا الإسلامية.