حالة من الترقب باتت تسيطر على نجوم الغناء في مصر والعالم العربي بوجه خاص، وسوق الكاسيت في مصر بصفة عامة، نتيجة للاضطرابات السياسية وتصاعد وتيرة العنف مع الأيام الأولى من العام الجاري، انتظارا لتحسن الأوضاع، وعودة الاستقرار من جديد لطرح ألبوماتهم الغنائية للجمهور.

ورغم انتهاء أكثر من 13 مطربا ومطربة من تسجيل ألبوماتهم الغنائية، أصبحت هذه الأعمال حبيسة "الأدراج" لحين هدوء الوضع، والانفراج السياسي، وعلى الرغم من اعتياد بعض النجوم طرح ألبوماتهم في شهري يناير وفبراير من كل عام، إلا أن الأحداث الأخيرة غيرت من المواعيد، خاصة أن البعض منهم عائد بعد غياب دام لسنوات.

كان عمرو دياب أبرز المطربين الذين أعلنوا قبل أيام تأجيل طرح ألبومه الجديد "آه من عنيه"، إلى نهاية الشهر الحالي، رغم أنه كان من المقرر طرحه منتصف الشهر الماضي في "عيد الحب".

عمرو اعتاد وعلى مدار 15 عاما أن يطل على جمهوره بألبوم جديد في شهر فبراير من كل عام، ولكن الظروف الحالية كان لها رأي آخر.

ومن جهته أكد محمد فؤاد أنه اضطر إلى تأجيل ألبومه الجديد إلى نهاية الشهر الحالي بسبب تردي الأوضاع السياسية، رغم إعلانه خلال ديسمبر الماضي عن تحديد منتصف يناير لطرح ألبومه لجمهوره.

وقال فؤاد إن عزوف الجمهور عن كافة المناحي الفنية خلال العامين الماضيين، بسبب انشغاله بالسياسة، وتزايد حدة الاضطرابات في الشارع، علاوة على تأزم الوضع الاقتصادي، كلها أمور تسببت في ابتعادهم عن الغناء، والسينما، والمسرح، وهو ما أثر بالسلب على سوق الكاسيت وعلى المطربين أنفسهم، خاصة بعد أن ازدادت الأمور تعقيدا بتراجع وتيرة تنظيم الحفلات العامة بشكل حاد.

كما حدد مصطفى قمر منتصف الشهر الجاري لطرح ألبومه "مطمن"، رغم أنه كان مقرراً طرحه منذ أسابيع، واختار حمادة هلال نفس الموعد لطرح ألبومه "نور الدنيا"، ورغم إعلان المطربة "جنات" عن استعدادها لطرح ألبومها، إلا أن المؤشرات تؤكد أنه لن يصدر قريبا، وأيضاً سميرة سعيد، ما زالت تنتظر هدوء الأوضاع لطرح أغنياتها الجديدة.

ومن أبرز المطربين والمطربات الذين اتفقوا على أن يكون الشهر الجاري موعداً أخيرا لطرح ألبوماتهم، أنغام، وآمال ماهر، وتامر حسني، ومدحت صالح، ولؤي، وتامر عاشور، وسمية الخشاب التي أعلنت أنها ستصدر ألبوما خليجيا للمرة الأولى، ولكن لم تعلن موعدا محددا.

وفي سياق متصل، هناك العديد من المطربين العائدين بعد غياب دام لنحو أربع أو خمس سنوات، كانوا على موعد للقاء جمهورهم، إلا أن التوترات السياسية حالت دون ذلك، وأجبرتهم على التأجيل.

ومن أبرز هؤلاء هشام عباس العائد بعد غياب دام لنحو خمس سنوات، والذي أجبرته الظروف على تأجيل ألبومه "أغلى من عيوني"، وأيضاً محمد محيي الذي غاب عن الساحة الغنائية أربع سنوات، وأعلن عن طرح ألبومه الجديد الذي ينتجه على نفقته "الراوي" الشهر الماضي، إلا أنه قرر وبنصيحة المقربين منه، تأجيل ذلك حتى لا يمنى بخسائر، خاصة في ظل عزوف الجمهور عن الأنشطة الفنية.

من جهته أكد الموسيقار هاني مهنا، لـ"الوطن"، أن سوق الكاسيت في مصر والعالم العربي، أُصيب بحالة غير مسبوقة من الجمود، مشيراً إلى أن الأحداث السياسية ألقت بظلالها على الجميع، وعلى الشعب، والحالة المزاجية للمستمع. وأضاف أن "من الممكن في الفترة المقبلة أن تسيطر الأغنيات "السنجل" وهي أغنية واحدة فقط بين الحين والآخر، على الألبومات الغنائية، لأنه لم يعد هناك أي مطرب أو مطربة لديه القدرة على المجازفة بطرح ألبوم كامل في ظل الظروف التي تعيشها البلاد حالياً". أما الفنان محمد منير فقال، إن "هناك حالة من الركود الفكري تسيطر على سوق الأغنية، في الفترة الحالية، مشيراً إلى أن معظم المطربين متخوفون من طرح ألبوماتهم في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، ويكتفون بأغنية واحدة فقط "سنجل" أو "ميني ألبوم"، بغرض التواجد فقط والمشاركة حتى ولو بأغنية واحدة.