ذر الرماد في العيون عمل تجيده وكالات السيارات بشكل كبير. قبل سنتين ذهبت مع أحد الأصدقاء لاستلام سيارته من إحدى الوكالات الشهيرة. كان استقبالهم لنا يفوق الوصف.. حفاوة بالغة.. الموظف يركض أمامنا.. خشيت أن يقع على الأرض من فرط حماسه لخدمتنا.. ربما لو طلبنا "مساجا تايلانديا" لوفروه لنا.. ولحظة استلام السيارة ذهبنا مع الموظفين إلى إحدى الغرف.. كنا محاطين بالتبريكات من هنا وهناك.. كأننا أمام مراسم زفاف.. الذي يمحو هذه الصورة الذهنية اللذيذة هو عدم سماعنا لأصوات الزغاريد! حينما دخلنا الغرفة فوجئت بوجود السيارة - العروسة - فيها.. جلسنا جميعاً وتناولنا "الكابتشينو".. وما هي إلا لحظات حتى تم فتح الباب الأوتوماتيكي.. وقالوا لصاحبي هذه سيارتك - عروستك - وتستطيع أن تغادر بها في أمان الله وحفظه.. غادر صاحبي مع عروسته، وخرجت أتأمل هذه المعاملة المخملية.. لم تكن لتنطلي علي هذه المعاملة.. قبل فترة سألته كيف علاقتك مع الوكالة أثناء الصيانة الدورية.. لم أفاجأ حينما قال لي "ذهبت أيام العسل" وأصبحت أبحث عمن يرد على اتصالاتي.. وحينما أحضر للصيانة بالكاد يمنحونني موعداً بعد أسبوعين و"دون نفس".. كانوا مشغولين عني بالعرسان الجدد، لا أريد أن أصفهم بالخرفان الجدد!

الخلاصة: علاقة بعض وكالات السيارات بالمستهلك علاقة غير بريئة.. ولذلك سعدت جداً وأنا أقرأ أمس صدور عدد من الأحكام ضد عدد من وكلاء السيارات في المملكة؛ أخلوا بالتزاماتهم أمام المستهلك.. وزارة التجارة تقول إن الأحكام ستكون نهائية وستقوم بالتشهير بهذه الوكالات.. وعلى الرغم من يقيني بأنها وكالات بسيطة وليست شهيرة، إلا أن هذه الأحكام ستخفف من الضرر الذي يقع على المواطن، لذلك نصيحتي عند شرائك أو استئجارك لسيارة احرص على خدمات ما بعد البيع.. اسأل عنها جيداً.. لا تكن فريسة سهلة لهؤلاء التجار.. هؤلاء يحبون المال أكثر منك!