أحب أن أبدأ اليوم بتهنئة الجميع في الوسط الرياضي وغير الرياضي بشهر رمضان المبارك وأن يعيده الرحمن على الجميع أعواما وأعواما بكل خير وصحة وسعادة، وتهنئة خاصة إلى النادي الراقي النادي الأهلي في جدة وعلى رأسه الأمير خالد بن عبدالله ثم جماهيره وجميع فرقه وفئاته ومنسوبيه كافة. متمنيا أن تعود فرقة الرعب والفن والجمال إلى عافيتها بدءا من الليلة وتحزم أمورها مبكرا نحو التوجه إلى مكانها الطبيعي الطليعي في مقدمة الفرق والأندية.
في الأهلي، وعلى الرغم من الانتقادات التي طالت استعدادات الفريق وتأخر بعض لاعبيه الأجانب وتأخر حسم بقية الصفقات، وعلى الرغم أيضا من عدم ظهور الفريق بالمستوى المطمئن في نزال سانتوس الودي، وعلى الرغم من تلاسنات الزملاء الخضر فيما بينهم وتراشقهم بحجارة اللوم والتقريع علنا، وعلى الرغم من كل ذلك فإن الأهلي قادر على تجاوز كل هذه العقبات والظهور بشكل جديد وقوي يهزم به إخفاقات السنتين الماضيتين، وهو قادر لأنه يملك أهم عناصر التفوق: الرمز الكبير الداعم الأصيل الرجل النبيل الوفي روح وعقل وسند الفريق "أبوفيصل"، ثم هذه الكوكبة من اللاعبين المتميزين المحليين والأجانب الجدد، فضلا عن رئيس جديد كله شباب وحيوية وطموح وحماس لتحقيق النجاح هذه المرة، فإذا كان قد عجز بفعل الظروف أن ينجح مشرفا في الموسم الفائت، فلعله هذا الموسم ينجح رئيسا وقد توفرت له كل الوسائل التي تساعده على الانتصار بما يقدمه الأمير خالد من دعم مالي ومعنوي لفريق كرة القدم وجميع فرق النادي المختلفة بكل فئاتها ودرجاتها، وهو عمل جبار هذا الذي يقوم به الأمير ولا يريد من ورائه جزاء ولا شكورا سوى أن يبقى الأهلي عنوان النجاح والتميز والرقي والبطولات والمجد العريق، وهو ما سيكون ـ بإذن الله ـ قريبا، والكلمة في النهاية للاعبي الأهلي وجماهيره، نعم الكلمة الأخيرة وورقة الحسم بيد الجماهير واللاعبين معا، فمن ناحية اللاعبين عليهم بدءا من الليلة أن يخلوا مجمرة الأهلي من رماد السنوات السابقة العابسة، ويوقظوا جمر أرواحهم ليشتعل الملعب ويضيء بالأهلي الخالد الجميل!
أما الجماهير الخضراء فقد أثبتت على الدوام وفي كل الحالات، في سراء التحلية وضرائها أنها ـ أي جماهير الأهلي ـ لا تحتاج إلى دعوة، فهي مجنونة بحب اللون الأخضر لون بلادي ولون الأهلي، وهي من الليلة، وفي كل ملاعب الوطن، ستعيد ترتيب الجماهيرية وتوزع النسب الحقيقية على بقية الفرق لأن البلد كل البلد لونه أخضر وكل أرضه خضراء في السهل والساحل والجبل، وهي جماهير ذواقة وحضارية في تشجيعها ومؤازرتها لفريقها، وهو ما يجب أن تبقى عليه هذه الجماهير فتكون داعما مؤثرا لصالح ناديها، لا أن تكون وسيلة ضغط على لاعبيه، بحملها تلك اللافتات التي تطالب اللاعبين بالدوري!.
لا أحد ينكر على جمهور الأهلي حقه في المطالبة بالدوري لكنه لا يجب أن يكون وسيلة ضغط تربك نفسيات اللاعبين وينعكس التوتر على أدائهم ويضيع الهدف الذي يطالب ويحلم به كل كل الأهلاويين.
المغامرة جزء مهم من النجاح، وتعجبني مغامرات المدربين في كرة القدم: الأهلي أقوى وأوفر حظا بعناصر هجومه الضاربة.. الأهلي سيكون الأمتع.. فقط شجعوه برقي وابتكروا له كل الأهازيج والحركات والمؤازرات الخلاقة كما هي عادتكم يا جماهير الأهلي العظيمة ثم شاهدوا فريقكم كيف يغمر ميادين اللعب فنا وأنسا وأهدافا من كل نوع!!