السياسي الذي يدعي أنه يمثل الإسلام سيجد نفسه في مأزق أمام ضرورات السياسة، إما أن يكذب ويتراجع ويخسر ادعاءه، وإما أن يمضي للأمام فيفشل ويفشل إسلامه! الدين شريعة والسياسة إدارة.

يجيب قطب العربي عضو حزب الحرية والعدالة على سؤال قناة الجزيرة: ما ذا ستفعلون الآن؟ فيقول: كُتب عليكم القتال وهو كره لكم!!

والآن أسمع خطيب ميدان رابعة يدعو: "اللهم انصر جندك.. أبشروا فإنا ننتظر ريحا من الله تقلع خيامهم!!

خطابات "دولة رابعة" خطابات مسلمين إلى كفار، تستند إلى ثقافة الجماعة، وشعارها "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"، وهو شعار استغل الآية لدرجة ليجعل كل خصومه أعداء الله.

يصف القرضاوي قتلى حادثة الحرس الجمهوري بالشهداء، غير أنه يردف بالقول: قال الله تعالى: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"، وهذا استدلال بالغ الخطورة في ظرف كهذا. دولة رابعة لا تخوض سجالا سياسيا، بل معارك في سبيل الله، فمن "رش مرسي بالماء نرشه بالدم"، و"قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار".

حين دخل الإخوان في الانتخابات دخلوها بأدبيات السياسة، وحين خرجوا من الحكم رجعوا لخطابهم المتأزم.. هم الإسلام، وهم أهل الله الذين يحاربون في سبيله، فإما النصر وإما الشهادة، والمعركة مع أعدائهم من "الكفار".

لا يمكن لأي سياسي أن ينجح إذا كان يدعي أنه ممثل الدين، ولا يمكن أن ينجح أي فصيل سياسي إذا تجاوز الفكرة الوطنية إلى الفكرة العالمية، والتاريخ حافل بالشواهد، وتنظيم الإخوان ارتكب الخطأين. الناس لا يريدون من الحاكم، مهما كان دينه، إلا العدل وتحسين معاشهم، أما تحسين آخرتهم فهو مسؤوليتهم كأفراد.

ما دام هناك جهل فهناك مواطنون طيبون يمكن الدخول بهم في معارك ضد مواطنيهم الكفار!

المسألة لا تحتاج أكثر من جرأة على آيات القرآن، وعدد من رؤى النوم التي يدعي أصحابها رؤية النبي في نومهم تفضيله للرئيس مرسي!

هكذا يهيج جيش محمد بديع في دولة رابعة العدوية.