اعتبرت رابطة العلماء السوريين أن دعوة مجلس الافتاء الأعلى السوري الذي يرأسه المفتي أحمد حسون، والتي دعا فيها للقتال إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد "هدفها إشعال حرب طائفية، قائلة إن الوقوف إلى صف نظام الأسد "خيانة عظمى". وذكرت الرابطة التي تتخذ من مكة المكرمة مقرا لها، أن دخول عناصر تابعة لنظام الرئيس السوري لدولٍ مجاورة استهداف للشعب السوري. وكان المفتي حسون الذي ينعت من قبل السوريين بـ"البكاي" لكثرة بكائه استغلالاً للعواطف الدينية، قد اعتبر الوقوف إلى جانب النظام السوري "فرضُ عينٍ" على أبناء الشعب السوري وواجبا شرعيا يفترض تأديته.

ومن جهته قال المتحدث باسم المعارضة في أوروبا بسام جعارة في حديث لـ"الوطن" أمس، إن دعوة حسون "دعوة للموت"، مشيرا إلى أن هذه "الفتوى المسيسة" تأتي في إطار لعبة لجأ لها الأسد ونظامه، للعزف على أوتار العاطفة الدينية، وهو الأمر الذي يمثل "إعلاناً عن إفلاس النظام".

ووصف جعارة مفتي "الأسد" الذي لقي ابنه "سارية" حتفه على يد قناصة النظام السوري بعد مضي أشهر قليلة من اندلاع الثورة، بأنه "صنيعة المخابرات السورية"، وهو يشبه الشبيحة "المدافعين عن بقاء الأسد بالمال والأرواح والأولاد". وأضاف "مفتي النظام حسون بكل أسف أقل ما يقال عنه أنه يقوم بدور رسمته له أجهزة الاستخبارات هو يأتمر بأمرها وليس بالدين كما يزعم، وهذه الدعوة تؤكد احتضار النظام وهو ما دعاه للاستنجاد بالشيعة والعلوية في المنطقة". وأبدى جعارة استغرابه من "دغدغة" الأسد للعاطفة الدينية عند من تبقى من مناصريه "القلة"، وفي الوقت نفسه تقديم النظام على أنه أحد أشكال الأنظمة العلمانية في المنطقة، في تناقض باين.

وكانت دمشق، قد سلكت مطلع فبراير الماضي، مسلكاً دينياً واضحاً، بعد أن استغلت زيارةً للبطريرك الراعي، مررت من خلالها "مشروعها الإصلاحي" المزعوم الذي يعتبر بمثابة "ذر الرماد في العيون"، لإمهال النظام أكبر قدر من الوقت. كما لجأ النظام حينها للدعوة إلى تأدية "صلاة الحاجة لرفع الغُمة عن سورية وعودة الأمن للبلاد"، أعقبها حينها بصلاةٍ مليونية توافقت مع ذكرى مولد المصطفى عليه الصلاة والسلام، بانتهازية رخيصة لجأ لها النظام" كما رأى مراقبون في وقتها.