الأعمال الفنية تقوم بـ"المال" ومن أجل "المال".. ثم يأتي بعد ذلك "الرسالة" برفقة أهداف أخرى منها الشهرة كمطلب رئيسي لدى "الفنان" بدليل أنه أصبح لكل فنان مؤسسة إنتاج فني!
والمال لا يأتي إلا بـ"المشاهدة"، والمشاهدة لا تأتي إلا بـ"الإثارة" سلباً وإيجاباً.. و"سلباً": هي الطريق الأسهل والأيسر على المنتجين؛ لأنها لا تحتاج إلى إعمال لـ"الذهن" و"الفكر" والبحث عن "الإبداع"، فقط تحتاج إلى مخالفة الواقع وعمل مسلسل لا يصدق أحداثه طفل، واستفزاز المشاهد بقصة خيالية.. وبعد ذلك يدعي المنتج معالجة الظواهر الاجتماعية السلبية.
متابعة التغذية الراجعة اليومية للأعمال الفنية الرمضانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تكشف أنه يوجد إجماع على أن الأعمال الفنية الخليجية لا تعترف بالواقع الخليجي لا من ناحية واقعيتها ولا من ناحية طبيعة المكان ولا من ناحية السيناريو والحوار، وتكشف أنه يوجد إجماع بأن السمة الرئيسية للأعمال الخليجية البكاء والمصائب حتى في الأعمال الكوميدية..!
في مسلسل خليجي جديد تظهر "المرأة" على أنها كائن "متوحش" كل طموحها من الدنيا أن تظفر بـ"بيت" ولو كلفها ذلك خسارة زوجها وأبنائها.. وفي آخر تقوم حرب داحس والغبراء بين شقيقتين وأبنائهما في منزل والدهما.. وفي ثالث شاب يطرد شقيقه من المنزل وبنت تسرق والدها، وزوجة تترك بيت زوجها لأنه بار بأمه.. هذه أدلة على أن الإثارة تأتي بلا رسالة؛ لكسب المال بجذب المشاهد على حساب تشويه واقعه وصورته الاجتماعية!
(بين قوسين)
حين يكون الهدف الأول والهدف الثاني والثالث من الإنتاج الفني هو "المال"، ويأتي "الإصلاح" في الأخير، إن وجد خانة شاغرة؛ فاقرأ "الفاتحة" على روح الفن.