بداية.. أشكر كل من سأل عن غيابي، وأرسل سائلا ومستفسرا عني.. وأخبركم بأنني هنا بالقرب، أتنفس معكم "الغبار" ذاته، وأشارككم العيش تحت رحمة "الكهرباء"، ومزاجية مولداتها، وكذب كيابلها، والتي تمطرنا في نفس التوقيت من كل سنة؛ بوابل من التصريحات قبل كل أزمة، وتكرر الوعود ذاتها، وتمارس نفس الطريقة في نقضها، و(ليس) آخرها ما قالته الشركة، بحسب الزميلة "الجزيرة أونلاين"، للمشتركين: اطمئنوا وضعنا جيد.. "وضع ايه اللي جاي تقول عليه"!

والعجيب في الأمر، أن هذه الانقطاعات تتزامن مع تصريح رئيس "الكهرباء" الذي يؤكد من خلاله بأن الشركة تنوي ربط فاتورة الكهرباء بالهوية الوطنية العام المقبل، وهو حق مشروع لها، وليس عاقلا من يطالب بغير النظام، ولكنه في الوقت نفسه ليس من العقل أن نمنح سطوة المقاضاة لـ"الكهرباء"، ولا نجد نظاما يدين الخلل في عملها، وهو الأمر الذي يحفظ حق الطرفين، يضمن الجودة من لدن الشركة.. والالتزام من قبل المشتركين.

لكن.. ما لم يكن واضحا لي، ولكثير غيري، هو قول رئيسها بأن "النظام الجديد شبيه بنظام الاتصالات السعودية الحالي، من حيث السداد والمديونيات"، حيث نعرف جيدا أن "الاتصالات" عضو لدى شركة "سمة" مع ما يقارب 200 شركة ومنظمة، يتشاركون المعلومات ذاتها، ولا يوجد نظام خاص بها.. وهذا ما يجب أن تشرح لنا "الكهرباء" مشكورة ما المقصود بنظام "الاتصالات"، لأن الحديث لغير المتخصصين، حتى وإن لم يكن معقدا، يجب أن يكون دقيقا.

وأخيرا، وطالما أننا في مرحلة سن التشريعات، فأقترح أن يتم إصدار نظام مصاحب لـ"نظام الربط"، من شأنه أن يقوم بمحاسبة "الكهرباء" على الانقطاعات، سواء كان بموافقتها أو بدونها، ويضمن تعويضات للمشتركين عن كل انقطاع بالدقيقة، تتم "مقاصتها" مع حقوق الشركة بالفاتورة.. وعندها، فأنا (شبه متأكد) بأن "الكهرباء" ستدفع يوميا تعويضات باهظة، قد تفوق قيمتها سعر "الحمبزانة" بنت "الحمبزان".. والسلام.