في الوقت الذي لم تظهر فيه حتى الآن نتائج التحقيق في وفاة فتاة دماغيا في مستشفى جازان العام يوم الجمعة الماضي ونشرت "الوطن" تفاصيل قصتها، اتهم المواطن حمد محمد خلوي أطباء الطوارئ في المستشفى بإهمال حالة زوجته الحامل وعدم إنقاذ جنينها، حيث كانت تعاني ضيقا في التنفس مما أدى إلى وفاة الزوجة والجنين.

وسرد خلوي في حديث إلى "الوطن" قصة وفاة زوجته هدية غشوم وجنينها قائلا: "نقلت زوجتي إلى قسم الطوارئ بالمستشفى الساعة الواحدة ظهرا الخميس ما قبل الماضي، وهي تعاني من ضيق في التنفس في شهرها الثامن وقد تم تزويدها بالأوكسجين ولم تتحسن حالتها بل ازدادت سوءا واستمرت تعاني من ضيق في التنفس ولم يحرك الطاقم والطبيب المناوب بالمستشفى أي ساكن وكأن كل إمكانيات المستشفى تتمثل في الأوكسجين فقط".

وأضاف "كانت تتعذب دون أن يتمكن الأطباء من فعل شيء، ومن ثم أخبرنني الممرضات أن الطبيب ذهب في جولة داخل غرف التنويم وعند حضور الطبيب كشف عليها مرة أخرى وأحالها إلى قسم التنويم ووصف لها بعض المحاليل والأوكسجين الذي لم يخفف من معاناتها".

وأكد الزوج أن زوجته عاشت حالة من الألم بسبب ما مرت به داخل ذلك المستشفى واستمرت حالتها على هذا النحو حتى فجر اليوم التالي، حيث عاد الطبيب وطلب إجراء أشعة لها وللجنين واتضح أن الجنين ما زال على قيد الحياة وفي حالة جيدة وهي تعاني آلاما شديدة في الرئة اليمنى.

وتساءل الزوج: لماذا لم يتم عمل الأشعة لها بعد دخولها المستشفى مباشرة؟ وأضاف أن زوجته دخلت قسم العناية المركزة الساعة الثالثة والربع من صباح الجمعة، وعندما سأله الزوج عن سبب التأخر في إدخالها قسم العناية المركزة رد عليه الطبيب بأنه لا يوجد سرير، مشيرا إلى أن حالة الزوجة ساءت بشكل أكبر، مما أدى إلى وفاتها في الساعة السابعة والنصف من اليوم نفسه هي وجنينها.

الخلوي طالب وزير الصحة بمحاسبة المتسبب في إهمال حالة زوجته وجنينها وحرمان أبنائه بيادر، وزياد، وحياة من أمهم بسبب ما وصفه الزوج في شكواه بأنه "تقاعس" من القائمين على المستشفى.

وعلمت "الوطن" أن الطبيب الذي باشر حالة زوجة المواطن حمد الخلوي - تحتفظ الصحيفة باسمه - هو نفسه الذي باشر حالة الفتاة فاطمة راجح التي توفيت دماغيا الأسبوع الماضي بعد أن أعطيت كمية كبيرة من المحاليل لدرجة أثرت على الرئة وتسببت في انخفاض الضغط وأثرت على وظائف القلب، مما أدى إلى وفاتها دماغيا، حسب ما ذكرت عائلتها.

وفي متابعة لقصة الفتاة المتوفاة فاطمة، قال زوج شقيقتها عبدالرحمن المحيميد إنهم تقدموا بشكوى إلى إمارة منطقة جازان وإلى الهيئة الطبية الشرعية وأنهم سيخاطبون فرع حقوق الإنسان بخصوص ما حدث للفتاة والتحقيق مع المستشفى المتسبب في وفاتها، على حد قوله.

وأضاف المحيميد أن الإمارة بدورها وجهت خطابا للشؤون الصحية للإفادة عن حالة الفتاة.

إلى ذلك، أوضح الناطق الإعلامي لصحة جازان محمد الصميلي أن التحقيق ما زال جاريا بشأن وفاة الفتاة فاطمة راجح إضافة إلى أنه ستتم الإجابة على تساؤلات "الوطن" بشأن شكوى زوج المواطنة هدية غشوم التي توفيت وجنينها بعد مضاعفات مرضية في الرئة.

يذكر أن الانتقادات تواجه مستشفى جازان العام منذ تفجر قضية الطفلة رهام الحكمي التي نقل إليها بالخطأ دم ملوث بالإيدز في قضية أثارت الرأي العام في المملكة..