فيما أعلن الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن معمر إطلاق ثلاث مبادرات تتصل بالمركز، جدد تأكيده على استقلاليته، مشيرا إلى أن المركز لا يتعرض إلى أي تأثير سياسي، نافيا في الوقت ذاته أن يكون المركز هادفا لاتخاذ قرارات من أي نوع، حيث يظل هدفه الأساس هو الحوار.

وكشف ابن معمر في حديثه إلى "الوطن" أمس عقب لقائه بالسفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية الزائرين لمعرض الكتاب، عن وجود طلبات من دول عديدة للانضمام للمركز، لافتا إلى أن المركز يهدف إلى تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، حيث يعد مؤسسة دولية، تنظر إليها دول العالم كهدية من خادم الحرمين الشريفين لتعزيز ونشر ثقافة الحوار، والتعزيز المشترك بين أتباع الأديان والثقافات.

وحول مؤشرات قياس الجدوى من الحوارات التي يعقدها المركز، أوضح ابن معمر أن هناك مؤشرات عديدة لذلك، إلا أن المشاكل التي واجهها العالم، ربما تكون أوضح المؤشرات، حيث إن الحوار هو الحل الأمثل لمواجهة هذا النوع من القضايا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه إذا تقلصت تلك المشاكل فإن ذلك مؤشر إيجابي لنجاح الحوار، وأوضح أن دور الدول المؤسسة يقتصر على الدعم المادي والمعنوي، دون خدمة أي أهداف سياسية.

وأكد ابن معمر على أن المركز، بالرغم من كونه يشرف بحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلا أنه مركز عالمي تم تأسيسه من قبل دول متعددة ويعد مؤسسة دولية معترف بها عالميا، مصححا بذلك الصورة الخاطئة، والاعتقاد السائد بأن المركز يهتم فقط بالشأن السعودي أو الإسلامي فقط، وأنه أقيم لتحويل الآخرين للديانة الإسلامية، مبينا أن المركز يخدم جميع أتباع الأديان والثقافات، وليس مختصا بفئة معينة أو دولة معينة، وهدفه الأساسي هو الحوار.

وأشار ابن معمر إلى التمثيل في مجلس إدارة المركز يشمل أعضاء من مختلف الأديان، كما يتضمن برنامجه لقاءات شهرية، ومؤتمر سنوي للقيادات الدينية، موضحا أن القيادات الدينية لديها القدرة في التأثير على أتباعها، والأساس هو التعزيز المشترك والتعاون لما فيه الخير، وليس اتخاذ قرارات.

إلى ذلك، وأعلن ابن معمر إطلاق ثلاث مبادرات خلال العام الجاري، تهدف لتمهيد الطريق لحوار فاعل يتجاوز آثار المفاهيم الخاطئة، وغير الموضوعية وممارسات التنميط السلبية بين أتباع الأديان، وتوسيع مظلة الحوار لتشمل فئات آخر من الشباب وطلاب الجامعات، وتمثلت تلك المبادرات في برنامج "صورة الآخر، ومشروع الزمالة الدولية، ومشروع تعاون القيادات الدينية بين أتباع الأديان والثقافات لحماية الأطفال وسلامتهم، فيما سيبدأ تنفيذ تلك المشاريع خلال الشهر الجاري.