فضيحة تلو الأخرى يعيشها "حزب الله" اللبناني تؤكد يوميا صحة ما يتم تداوله في وسائل الإعلام عن مشروعه لجعل لبنان قاعدة إيرانية تابعة لنظام ولاية الفقيه، وأن كل ما ينفذ على الأرض يصب في هذا الاتجاه. وبالأمس ترددت معلومات مؤكدة عن سيطرة الحزب على السلسلة الجبلية الممتدة من جزين إلى عكار من خلال نصب محطات تجسس تقوم بنقل المعلومات إلى طهران. ويأتي هذا الكشف الخطير بعد أيام قليلة من إعلان الجيش الإيراني أنه سيقاتل إلى جانب نظام بشار الأسد. وتؤكد هذه الفضيحة الجديدة واكتشاف أمر الشبكة الجديدة أن لبنان بات تحت هيمنة "حزب الله"، لاسيما بعد دخوله المناطق المسيحية عبر حليفه التيار الوطني الحر وتحت نظر الحكومة التي يتأكد يوما بعد يوم أنها ولدت من أجل خدمة المشروع الإيراني، بدليل تغاضيها عن أفعال الحزب الصفوي وتغطيته. وعدم السؤال عن حقيقة أهدافه.
وكان "حزب الله" زرع شبكة اتصالات في منطقة ترشيش القريبة من الحدود السورية العام الماضي، وأدى الأمر إلى توتر شديد مع الأهالي الذين تحركوا لمنع تمديد الشبكة في المنطقة. واستطاعت عناصر الفساد في الحزب الاستفادة من مشاريع شبكات الاتصالات ما دفع بالإيرانيين إلى إرسال مجموعة من رجال المخابرات لمراجعة الأموال التي صرفت على شبكة الاتصالات التابعة للحزب على الأراضي اللبنانية. وتمكنت من كشف أكبر عملية اختلاس منظمة يديرها المدير المالي لهذه الشبكات حسين فحص و4 آخرون لم يتم الإعلان عن أسمائهم".
وقام "حزب الله" إثر الأضرار التي وقعت في شبكة اتصالاته في الجنوب عقب إحدى العواصف بتوسيع شبكة اتصالات الهاتف الثابت الخاصة به في المناطق المحاذية للحدود، وأحجم الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل عن التدخل. كما شاع منذ أيام قليلة خبر إنشاء شبكات تنصت ومحطات في بعض مناطق سلسة جبال لبنان الغربية وسفوحها، تشمل رادارات صغيرة وكلها مرتبطة بجهاز مركزي، تصب فيه المعطيات والمعلومات ويرسل قسم منها مباشرة إلى إيران، في الوقت الذي بقيت فيه شبكات الهاتف الثابت تتمدد في مختلف المناطق، ولا تنحصر خدماتها في التخابر الهاتفي، بل تنقل بيانات وصور فيديو فضلا عن خدمات إلكترونية وبرامج خاصة. وشهدت تلك المناطق وقوع حوادث عديدة في السنوات الأخيرة بين المواطنين ومجموعات "حزب الله"، فقد تم قتل الضابط الطيار سامر حنا في أعالي جزين، كما جرت محاولة لفصل بلدتي بلعا وشاتين عن تنورين وإقامة بحيرة للري في بلعا بتمويل إيراني، إلا أن هذا الأمر أثار اعتراضات كبيرة أدت إلى إيقافه.