شرعت دولتا السودان في تنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية الذي تم توقيعه الجمعة الماضي، ففي الخرطوم أعلن المتحدث باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد أن قواته بدأت أمس عملية الانسحاب الفوري من المنطقة الآمنة منزوعة السلاح إلى حدود 10 كيلو مترات شمال خط الصفر الفاصل بين حدود البلدين، تنفيذا للاتفاق الأمني الأخير.

وقال رئيس الوفد التفاوضي السوداني إدريس عبدالقادر "جئنا إلى أديس أبابا بقلب مفتوح وعقل منفتح، ولدينا رغبة صادقة في تنفيذ كافة الاتفاقات الموقعة تمهيدا للتطبيع الكامل. وأتمنى أن يكون لدى الطرف الآخر نفس الرغبة، وفي هذه الحالة سنتمكن من تجاوز كافة العوائق التي كانت تحول دون تنفيذ الاتفاقات السابقة". وفي جوبا أصدر الرئيس الجنوبي سلفا كير ميارديت أوامره لقوات الجيش الشعبي بالانسحاب جنوبا لتهيئة المناخ لترسيم الحدود بين البلدين. وقال قائد الجيش إن التعليمات التي تلقاها تفيد بالشروع في التنفيذ الفوري بالتنسيق مع الجيش السوداني والتأكد من شروع قواته في الانسحاب أيضا من المناطق المتنازع عليها. وأضاف "التعليمات واضحة وسنقوم بتنفيذها فورا وقد انتهى عهد التلكؤ وإضاعة الوقت".

إلى ذلك انطلقت أمس المفاوضات بين وفدي الدولتين للنظر في تنفيذ اتفاقيات التعاون الشامل. وأكدت مصادر مطلعة التوقيع قريبا على المصفوفة الكاملة لجداول التنفيذ، مشيرة إلى أن أجواء التفاوض السائدة حاليا تتسم بالتفاؤل والرغبة في تجاوز الخلافات.

في سياق متصل عبرت بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان عن ترحيبها بتوقيع اتفاقية تنفيذ الترتيبات الأمنية. ووصف سفير الاتحاد بالخرطوم توماس يوليشني ما تم بأنه خطوة إيجابية نحو التنفيذ الكامل لجميع اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين. وحث يوليشني جميع الأطراف على الشروع دون تأخير في التنفيذ الكامل لجميع الاتفاقات الموقعة ومواصلة المشاركة الإيجابية لمعالجة جميع القضايا العالقة المتصلة بأبيي.من جهة أخرى، أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال عن قيامها بشن هجمات وقائية على الجيش الحكومي شمال غرب الكرمك، وقالت في بيان إنها أحبطت هجوما كانت الخرطوم تخطط له. وأفاد الناطق باسم الحركة أرنو نقوتلو لودى أن الهجوم تم على مواقع القوات الحكومية في منطقة تقع على بعد 20 كيلو مترا شمال غرب مدينة الكرمك يوم السبت الماضي. وأضاف أن قواته انسحبت تكتيكيا من هذه المواقع التي سيطرت عليها لعدة ساعات "بعد أن كبدت الجيش النظامي خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، وأسرت بعضا من الجنود كما غنمت كميات كبيرة من الأسلحة". وبدوره نفى المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد هذه الأقوال وقال إن قواته اصطدمت مع "فلول المتمردين الذين كانوا يحاولون دخول المدينة، وإن الجيش كبدهم خسائر كبيرة في الأرواح وأجبرهم على التراجع، مؤكدا أن قواته تتعقب المتمردين وتقوم بتمشيط المنطقة لطردهم منها بالكامل". وأضاف أن القوات المتمردة "تعاني من الجوع ونقص الأغذية والمؤن، لذلك حاولوا نهب ممتلكات المواطنين ومتاجرهم".