تعرض وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل لانتقادات في واشنطن بعد أن وجه الرئيس الأفغاني حامد قرضاي لوما علنيا إلى الولايات المتحدة بدعوى أنها تتفاوض مع طالبان سرا دون إشراك كابول وتنسق مع الحركة لمستقبل أفغانستان. وقال معلقون بشبكات التلفزيون الأميركية إن تصريحات قرضاي تنم عن استهانة بهاجل خلال وجوده في أفغانستان في زيارته الخارجية الأولى بعد تعيينه وزيرا للدفاع، فيما قتل جنديان أميركيان وأصيب 4 آخرون بمواجهات بين عناصر من الشرطة أمس بولاية ميدان وردك غرب كابول.
وكان قرضاي صرح عقب وقوع تفجير يعتقد أن طالبان تقف خلفه وأفضى لمقتل 17 أفغانيا أن الولايات المتحدة وطالبان ينسقان لإقناع الشعب الأفغاني أنه لا مناص من الإبقاء على القوات الأجنبية بالبلاد إلى ما بعد 2014. وأضاف"أن التفجيرات التي وقعت في كابول وخوست ليست لإظهار القوة إنما لخدمة الأميركيين، وتهدف لإظهار عدمية شعار الانسحاب في 2014. والحقيقة أن هذين الانفجارين وقعا باسم طالبان وكانا في خدمة الأميركيين للإبقاء عليهم فترة أطول".
ورفض هاجل ادعاء قرضاي وقال إن الولايات المتحدة لا تعمل مع حركة طالبان من جانب واحد أو تحاول التفاوض على أي شيء معها، مؤكدا أن أي آفاق للسلام أو التسويات السياسية، لا بد أن يقودها الأفغان وأن تأتي من الجانب الأفغاني.
وبدوره قال المعلق السياسي ويليام ستيوارت إن اعتذار قرضاي عن المؤتمر الصحفي المشترك مع هاجل يعد لطمة أخرى لوزير الدفاع الأميركي. وأضاف "زادت التفجيرات مع وصول هاجل لأفغانستان. والمفهوم من ذلك أنها رسالة من طالبان. غير أن اتهامات قرضاي تجاوزت المألوف وتعد مهما كان الهدف منها إهانة مبطنة لوزير الدفاع". وتابع "هناك استهانة بهاجل. لكنني أعتقد أن هدف قرضاي هو وضع الأميركيين وطالبان في سلة واحدة، وهو أمر يدعو للتأمل حقا أنه بعد البقاء في أفغانستان لمدة تربو على 12 عاما فإن الجميع يستخدمون العلاقة بنا باعتبارها اتهاما للطرف الآخر. قرضاي يتهمنا بالتنسيق مع طالبان ويتبرأ من أي علاقة له بالولايات المتحدة وطالبان تتهمه بأنه عميل للأميركيين. إنها جميعا نتائج قرار الرئيس باراك أوباما بالانسحاب المتعجل من أفغانستان".
ويعتقد معلقون آخرون أن الأمر أعقد كثيرا من ذلك. فقال قائد المنطقة العسكرية الوسطى الأسبق الجنرال جو هور أن اقتراب موعد الانسحاب الأميركي يدفع بقرضاي لإظهار ابتعاده التدريجي عن الولايات المتحدة.
ميدانيا، أسفرت مواجهة بين قوة أميركية في ولاية ميدان وردك، وعناصر من الشرطة الأفغانية عن مقتل جنديين أميركيين وإصابة 4 آخرين. وأكد الناطق باسم حاكم الولاية عطاء الله خوكياني أن جنوداً أميركيين فتحوا النار على الشرطة، حيث أصيب قائد الشرطة علاء الدين بينما قتل أحد أفرادها.